الاثنين، 23 أبريل 2012

ارجع الي

في صباح يوم الجمعه جلست ايمان على الكرسي الهزاز في داخل شرفة شقتها وهي تنظر الى السماء و تستعيد شريط حياتها مع زوجها و ابو اولادها.......................


كانت ايمان من اسره بسيطه وانعم الله عليها بزوج ميسور الحال احبها منذ ان وقعت عليها عيناه فقد كان رقيق المشاعر و رومانسي للغايه وكان طوال وجوده يظل يتغزل بها و يداعبها وكم كان محبا للضحك فقد كان يلقي النكات طوال الوقت ... وبعد زواجهما بعام تقريبا زقهما الله بأول ابناءهما عبدالله و قد اخبرتها والدتها ان زوجها ظل يبكي عندما دخلت غرفة الولاده و لكنها بدأت تشعر بالملل من كثرة حبه لها و تعلقه الشديد بها واصبحت تشعر بانه ممل و بدات في التحكم به كيف تشاء فتارة ترفض ان يذهب الى عمله و تارة ترفض ان يقوم بشراء فيلا للعيش بها وكانت دائما تتذمر عندما يخبرها انه يجب ان يذهب لمتابعة اعماله قائله:
ايمان: مفيش نزول من البيت .. هتشتغل ليه عايزه افهم... هنعمل ايه بالفلوس ده كلها
الزوج:مينفعش افضل آعد في البيت علطول
ايمان تصرخ في وجهه:مفيش نزول انا بقولك اهوه والا والله هرمي نفسي من البلكونه
الزوج:خلاص .. خلاص اهدي يا حبيبتي


واستمرت في تصرفاتها مع زوجها حتى بعد ان رزقهما الله بعبدالعزيز وعبدالرحمن وبدأت في طرق جديده للضغط على زوجها فعندما تغضب تدخل الى غرفتها تاركه له الاطفال وحتى الرضيع وتطلب منه الاهتمام بهم و هو يحتمل غضبها ويحاول رعاية الاطفال حتى تهدأ ... وتمر سنوات ويزداد ضغطها عليه و كانت دائمة الشكوى منه :
ايمان:انت زي قلتك فالبيت.. ولا ليك لزمه
الزوج:انا مليش لزمه يا ايمان
ايمان:بقولك ايه انا عايزه اطلق وهسيبلك العيال انت تربيهم
الزوج:يا ايمان حرام عليكي هو انا عملتلك حاجه
ايمان:انا زهقت منك خلاص اوووووف


ويستمر الزوج في محاولات مستمره لامتصاص ثورات غضب زوجته التي يحبها بجنون وينفذ جميع طلباتها فكم من مره تخرج من المنزل لتشتري بعض الاغراض ليلا تاركه له الاولاد .. وكم من مره انفقت مبالغ كبيره على مشترياتها التي لا تنتهي.. وكم من مره اضاعت عليه صفقات بمبالغ ضخمه عند اصراراها ان لا يتابع اعماله.......


بدات دموع ايمان تتساقط وهي تتذكر كيف كانت تعامل زوجها وكم صرخت عليه وسمع الجيران صراخها .. وكم اغضبته وكيف كان يواجه غضبها بالصبر ومحاولة استرضائها بشتى الطرق
كانت دائما تثق انه كالخاتم في اصبعها فهو لا يستطيع ان يبتعد عنها .. فهو يعشقها بجنون.



ومرت عشر سنوات على زواجهما و كبر الاولاد وكبرت ثورات غضب ايمان وبدأ زوجها يتغير من ناحيتها لكنها لم تشعر بذلك التغير او تظاهرت انه لم يتغير ..... و ياليتها صدقت احساسها فقد فوجئت بزوجها ذات يوم يخرج من غرفته ممسكا بحقيبة ملابسه وينظر اليها فسخرت منه قائله:
ايمان:على فين العزم؟؟؟؟؟؟؟؟
الزوج وعينيه مليئتين بالدموع:انا ماشي
ايمان:ايوه ما انا عارفه رايح فين؟
الزوج:ورقة طلاقك هتوصلك الصبح
ايمان صارخه:انت بتقول ايه؟ طلاق ايه؟
الزوج:انا طلقتك خلاص
ايمان شعرت بالفزع:ايه ده ايه اللي حصل؟
الزوج:اسألي نفسك
ايمان:بس انت بتحبني مش كده؟
الزوج نظر اليها بقسوه:كنت يا ايمان.. كنت
ايمان: والعيال
الزوج:مصاريفكم هتوصلكم اول كل شهر وابقى اشوفهم كل يوم جمعه
ايمان:و انا؟؟؟؟؟؟؟؟
الزوج:افتكري كام مره طلبتي الطلاق من يوم ما اتجوزنا
ايمان:انا....
الزوج:على فكره انا خدت الفيلا اللي موافقتيش نشتريها من خمس سنين
ايمان:و هتعيش فيها؟
الزوج:ايمان انا اتجوزت بقالي سنتين
ايمان وهي تشعر انها تعيش كابوسا حقيقيا:اتجوزت علياّ!!!!!!
الزوج:ايوه واحده حسستني انها بتحبني واني مهم فحياتها
ايمان:ارجوك اديني فرصه تانيه
الزوج يضحك ساخرا:يااااااااااااه ده انا اديتك فرص كتير
ايمان:متسبنيش
الزوج متوجها الى الباب:انتي اللي سيبتيني


مرت خمس اعوام على خروج زوجها من حياتها وقد استقر مع زوجته الأخرى وانجب منها طفله و مازال يرسل مصروفات الاولاد و يوم الجمعه يأتي لاصطحابهم لقضاء اليوم معه في الفيلا وتظل هي وحيده ... تتذكر ما كانت تفعله ... وكيف اضاعت من بين يديها زوجا كان عاشقا لها فاصبح كارها لها .......... وتساقطت دموعها الساخنه فوق خديها ........ دموع الندم ..... ومازالت تناجي زوجها قائله:
ارجع الي







هناك تعليقان (2):