الأربعاء، 25 أبريل 2012

لست خائنة

 

(14)



وقفت ساندي امام غرفة العناية المركزة تبكي صغيرها و بجوارها أحد ضباط الشرطة الفرنسية و بعد ان رأت فارس نائم و هو مغطى باللون الأبيض و حوله الممرضات يتابعون حالة الاختناق التي اصابته طلب اليها الضابط التوجه لقسم الشرطه لإكمال التحقيق و مشت ساندي وهي لم تستوعب بعد كل ما حدث منذ أن خاطبتها احدى جارتها تخبرها أن هناك دخان يتصاعد من شقتها و أنها قامت بإبلاغ الشرطة ألقت ساندي الهاتف من يدها و جرت لتطمئن على ابنها الصغير و ها هو يرقد في المستشفى وهي تم القبض عليها بتهمة الأهمال بترك صغيرها بمفرده في المنزل............................



نظر اسماعيل بعيدا و بدأ يتكلم بصوت ملئ بالألم مخاطبا زوجته دينا:
اسماعيل:أنا عارف انك بتكرهيني و معاكي حق في كده بس انهارده معرفش ايه اللي خلاني عايز أتكلم معاكي ... يمكن عشان يارا حسستني بحبها ليا ... يمكن عشان حضنتني بطريقه خلتني أحس أني محتاج للحنان............................................ ..................
نظر الى دينا وجدها غير مصدقة ما ينطق به اسماعيل أرجع رأسه الى الخلف و أغمض عينيه و قال:
اسماعيل:ايوه انا برده زي كل الناس بحتاج للحنان ... بس كنت بطلت أحس بكده من زمان مش فاكر امتى بالضبط ... يمكن من أول مره و أنا عندي عشر سنين و لقيت أبويه بيضرب أمي بطريقة لا يمكن تتخيليها ... و لما حاولت أدافع عنها بصلي بصه عمري ما هنساها في حياتي ... بصة شيطان في جسم انسان ... و لو قلتلك أنا خفت قد ايه منه ... و راح ساب امي و بدأ يضربني ... تخيلي راجل عنده اربعين سنه بيضرب طفل عنده عشر سنين ... و بكل قوته ... من غير رحمه ... او شفقه ... و بعديها عرفت من أن أبويا اللي طول عمري كان مسافر يشتغل بره مصر و كان بيجي يزورنا كل كام شهر كان متجوز ... ايوه كان متجوز واحدة رقاصة بيصرف عليها كل فلوسه و لما
أمي كانت تطلب فلوس كان بيضربها ... و من يوم ما ضربني و أنا بطلت أحب أو اتحب و استحملت قسوته معايا لغاية ما مات و هو معاها في حادثة عربية ... و الغريب في الموضوع واللي مش قادر أفهمه لغاية دلوقتي أن أمي بكت عليه و حزنت عليه لغاية ما ماتت ... يعني كل الضرب و الاهانه ده و زعلت على موته ... غريبة اوي أمي ده !!!!!!!


و ورثت شركة السياحه و رميت نفسي في كل المتع اللي ممكن تتخيلها وكنت سعيد جدا و لما قررت أتجوز عشان الشكل الاجتماعي دورت على واحده مقطوعه من شجره زي ما بيقولوا ... واحده اشتريها بفلوسي ... و كان نفسي تكون شخصيتها غيرك يا دينا ... لكن ربنا بعتك انت عشان تكوني مراتي ... و تجيبيلي يارا ... وتستحملي الحياه معايا عشر سنين ... تعرفي ... كل يوم برجع البيت و أقول أكيد هلاقيها سابتني ... بس كنت بلاقيكي موجوده ... كنت بضربك و بهينك عشان متعلقش بيكي ... كنت بعرف ستات تانيين ... عشان بحاول أكون زي أبويا ... حتى الخمره بشربها عشان أنسى ... أنسى ان في انسانه بعذبها بوجودي في حياتها ... دينا؟

فتح اسماعيل عيناه ليجد دينا تبكي دون ان تصدر أي صوت و لم يعرف هل تبكي عليه أم على نفسها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



اتفق فؤاد على موعد مع الدكتور محمود حتى يقابل دينا و يتم تعيينها في المستشفى و في المساء صعد فؤاد الى غرفته لينام فوجد اتصالا من فرنسا فأجاب ليسمع صوت ساندي تبكي:
فؤاد:الو مالك يا ساندي ؟ فارس كويس؟
ساندي:ال .. حقني يا فؤ..اد
فؤاد:ايه اللي حصل فهميني؟
ساندي:فا..رس هير..وح منـ..نا
أغلق فؤاد الهاتف و أخد حقيبته و انطلق الى المطار محاولا ايجاد مكانا له على اول رحلة متجهه الى باريس............................................. ........................................



 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق