الاثنين، 23 أبريل 2012

عيناكي
جلست هبه خلف مكتبها بالشركة التي تعمل بها كسرتيرة لمديرها المهندس ابراهيم والذي سافر لآداء فريضة الحج و قد سمعت هبه ان ابنه الاكبر سيحل مكانه حتى يعود من الاراضي المقدسه ولم تكن هبه قد رأت المهندس مهاب من قبل فقد تعينت منذ عدة شهور فقط لم يأتي الى الشركة خلالها .



امام باب الشركة الرئيسية نزل مهاب من سيارته الفاخره مرتديا ملابسه الانيقة وواضعا نظارته الشمسيه و رائحة عطره المفضل تسبقه و بعد ان اغلق السياره بجهاز التحكم توجه الى مكتب والده ليباشر العمل المكلف به و فور دخوله الى المكتب فوجئ بفتاه تجلس مكان السيده رانيا سكرتيرة والده التي تعمل مع والده منذ سنوات فاقترب منها ليسألها عن سبب وجودها هنا فوجد امامه فتاه هادئه تعمل بهدوء كما ان ملامحها رقيقه للغايه و احست الفتاه باقترابه فرفعت عينيها لتنظر اليه فأحس مهاب ان انفاسه توقفت و قلبه لم يعد يدق فقد فوجئ بعيناها الواسعتين تنظران اليه ببراءه شديده و خجل فقال دون ان يفكر:
مهاب:انتي مين؟
هبه:انا هبه يا فندم السكرتيره الجديده
مهاب و هو مازال تحت تاثير عيناها الرائعتين:انتي بتشتغلي هنا من امتى؟
هبه وهي تشعر انه ينظر اليها وكأنه يرفض عملها في الشركه فأحست بالخوف فهي بحاجه لهذا العمل بشده لكي تتمكن من تربية أخوتها الصغار وتساعد والدتها فقالت:
هبه وصوتها يرتجف:من اربع شهور
مهاب حاول ان يتمالك نفسه:طيب هاتي الاوراق اللي محتاج اشوفها على المكتب جوه
هبه:حاضر يا فندم


دخل مهاب وجلس على المكتب في انتظار قدوم هذا الملاك و قرر ان يحاول التقرب اليها .........
هبه جمعت كل الاوراق و دخلت اليه وجدته يجلس ببشرته السمراء وشعره الاسود الناعم و عيناه العسليتان تنظران اليها بقسوه:
هبه:اتفضل
مهاب:اتفضلي دلوقتي

خرجت هبه وهي تشعر بالخوف من وجودها مع هذا الرجل في نفس المكان......................

عاد مهاب الى منزله وعقله مازال مشغولا بتلك الفتاه التي اصبح اسيرا لعينيها وظل يفكر هل هي مرتبطه بشخص آخر و ظل يتساءل حتى جاء صباح اليوم التالي و ذهب الى الشركة وجدها تعمل بنشاط فجلس على الكرسي المواجه لمكتبها و لم تكن تشعر بعد بوجوده:
مهاب:صباح الخير

هبه وقد تفاجأت بوجوده امامها:صباح الخير يا فندم
مهاب:انتي بتيجي بدري اوي
هبه:عشان اجهز الشغل لحضرتك
مهاب:انتي خريجة ايه؟
هبه:خريجة كلية تجاره
مهاب:طيب من فضلك هاتي الملفات اللي طلبتها منك امبارح
هبه:حاضر


توجه مهاب الى مكتبه ولحقت به هبه وهي تشعر بالقلق فهو ينظر اليها بطريقه غريبه لم تعتد عليها من قبل و قدمت اليه الملفات و همت بالانصراف فخاطبها:
مهاب:آنسه هبه
هبه:افندم
مهاب:ممكن تقعدي عايزك تكتبي شوية حاجات عالكومبيوتر
هبه جلست خلف المكتب و بدأت تكتب ما يمليه عليها لكنها كانت تشعر بوجوده قريبا منها قد جلس على حافة المكتب و ظل يحدق بها و حاولت هبه التركيز لكنها كانت تخطئ في بعض الكلمات ثم تعيد كتابتها من جديد فلاحظ مهاب ذلك:
مهاب:ايه مش مركزه ليه؟
هبه وهي تحاول منع دموعها من التساقط :انا .. انا آسفه
مهاب:طيب خلاص اتفضلي انتي وانا هكمل
هبه خرجت من المكتب مسرعه ودخلت الى الحمام وانفجرت فالبكاء وأخذت تفكر يا له من شخص قاسي يعاملها بغرور ويقلل من شأنها وبعد ان هدأت قررت ان تحاول تجنبه خلال الأيام القادمه حتى لا يتسبب في تركها لهذه الوظيفه التي حصلت عليها بصعوبه.........................


ظل مهاب يتساءل هل تشعر نحوه بالانجذاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لكنها تعامله بشكل رسمي و لا تتكلم معه الا اذا وجه لها سؤال أيعقل ان تكون تحب شخص آخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


قرر مهاب ان يتأكد بنفسه فاستدعى السيده ليلى مديرة العلاقات العامه بالشركة وسألها:
مهاب:قوليلي يا مدام ليلى
ليلى:تحت امرك يا فندم
مهاب:هي الآنسه هبه بتشتغل هنا من امتى؟
ليلى:من حوالي اربع شهور
مهاب: وايه رأيك فيها؟
ليلى:ده بنت محترمه وملتزمه في شغلها, ليه يا مهاب بيه هي عملت حاجه غلط؟
مهاب:هي مخطوبه ولا متجوزه؟
ليلى ابتسمت وقد شعرت ان مهاب معجب بتلك الفتاه لكنه يحاول اخفاء الامر:
ليلى:لا يا فندم هبه مش مرتبطه وكمان هي وراها مسؤوليات كبيره
مهاب:مسؤوليات ايه؟
ليلى:اصلها بتساعد والدتها عشان تربي اخواتها الصغيرين
مهاب:يعني مش مرتبطه؟
ليلى وهي تضحك:لا مش مرتبطه
ارتسمت على وجه مهاب ابتسامه رائعه فقد احس بالسعاده ان هبه غير مرتبطه وقرر اتخاذ خطوه هامه ..... لكن هل ستوافق هبه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في صباح اليوم التالي وصلت هبه الى الشركة وصعدت الى مكتبها و بعد قليل وصل مهاب و وقف امامها قائلا:
مهاب:صباح الخير يا هبه
هبه بلهجه رسميه:صباح الخير يا فندم
مهاب و هو ينظر في عينيها:احنا عندنا اجتماع الساعه 2
هبه:حاضر , في اوراق معينه اجهزها؟
مهاب:لا الملفات كلها معايا بس جهزي نفسك هنتحرك الساعه 1ونص
هبه و هي لا تفهم ما يقصده:افندم؟
مهاب و هو يريد ان يضحك:احنا هنروح اجتماع بره الشركة
هبه:بره فين بالضبط؟
مهاب:في فندق شيراتون القاهره
هبه:بس.....
مهاب:خلاص اجهزي عشان ورانا شغل كتير
و دخل الى مكتبه وترك هبه تفكر كيف تحاول الاعتذار عن الذهاب لهذا الاجتماع.................

الساعه الواحده والربع خرج مهاب من مكتبه و وجد هبه تقوم بكتابة بعض الاوراق فخاطبها:
مهاب:ها جاهزه؟
هبه:اصل يا فندم انا......
مهاب:خير يا هبه في حاجه؟
هبه:اصلي عمري ما روحت اجتماع بره الشركة
مهاب:و لا مره؟
هبه ببراءة:ولا مره
مهاب:طيب يلا بينا عشان اتأخرنا
و قررت هبه اللحاق به فهي لم تستطع الاعتذار و قد احست بالخوف .................

صعد مهاب الى السياره وانتظر هبه حتى جلست وهي تشعر بالخجل وظلت ملتصقه بالباب ممسكه بحقيبتها وانطلق متوجها الى الفندق و فور وصولهما نزل مهاب من السياره و قام بفتح الباب لهبه التي احست انها تحلم و صحبها الى داخل الفندق و توجها الى المطعم وجلسا الى احدى الطاولات وسألها مهاب:
مهاب:تشربي ايه؟
هبه:اي حاجه
مهاب:انا هطلبلك عصير
هبه:اوكيه
مهاب طلب العصير من النادل ثم نظر الى هبه:
هبه:هو الاجتماع هيبدأ امتى؟
مهاب:ما هو بدأ اهوه
هبه:مش فاهمه
مهاب:بصي يا ستي الاجتماع ده عشاني انا وانتي
هبه نظرت اليه بحذر:تقصد ايه؟
مهاب:انا عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم
هبه:اتفضل
مهاب:انا معجب بيكي من اول ما شوفتك
هبه شعرت ان الارض تدور بها و لم تستطع الرد
مهاب:انا عارف انك اتفاجأتي بكلامي بس صدقيني هو ده اللي حصل
هبه نظرت بعيدا تفكر هل من الممكن ان شخصا كمهاب يعجب بها برغم كل الفرق بينهما ؟ هل سيبتسم لها القدر اخيرا ويعوضها عن كل ما عانته منذ وفاة والدها؟
مهاب:ساكته ليه يا هبه؟
هبه:بسمعك
مهاب:انا مش عايزك تفهميني غلط انا عايز اتقدملك
هبه نظرت اليه ثم قالت:و يا ترى قلت لوالدك؟
مهاب احس انها تشعر ان والده سيرفض هذا الارتباط:
مهاب:لما يرجع هقوله
هبه:ارجوك بلاش تقوله لانه لو عرف اكيد هيمشيني من الشغل و انا محتاجه الوظيفه ده جدا و مش عايزه اخسرها
مهاب:ليه بتقولي كده؟
هبه:انت عارف انا مين وعايشه فين وعايشه ازاي؟ انت مش حاسس بالفرق اللي بينا؟
مهاب:بس انا حبيتك يا هبه
هبه شعرت بصدق مشاعره لكنها تفكر بعقلها فلا وقت لديها لتلك الرومانسيه انها مسؤوله عن اسره:
هبه:ارجوك بلاش كلام انت مش عارف رد فعل باباك عليه هيكون ايه
مهاب:انتي محسساني اني باخد اوامر من والدي يا هبه انا مش صغير وووالدي بيتمنى اليوم اللي اقوله اني عايز اتجوز
هبه:تتجوز آه بس لازم تكون واحده من مستواك
مهاب:انتي بتتكلمي عن الفلوس وبس والمشاعر ملهاش مكان؟
هبه: تعرف لو كنت قابلتك من زمان يمكن كنت هفرح بكلامك ده لكن انا شوفت فالدنيا كتير واتعلمت كتير الحب ملوش مكان في الزمن ده
مهاب:هبه... انتي شعورك ايه من ناحيتي؟
هبه:صدقني انت انسان ممتاز بس انا عندي ظروف و ظروف صعبه وقدرش احب و اتحب زي باقي البنات و خصوصا انسان زيك اي بنت تتمناه..........
مهاب:طيب ولو والدي جه و خطبك ليه برده هترفضي
هبه تضحك وهي تتألم:باباك عمره ما هيوافق انك تتجوز سكرتيره فقيره زيي
مهاب صمت وهو يفكر كم تعبت تلك الفتاه في حياتها واقسم ان يعوضها كل ما مرت به :
مهاب:طي بيلا عشان اوصلك البيت
هبه:لا معلش انا هروح لوحدي
انصرفت هبه والدموع تتساقط من عينيها كم شعرت بالحزن لأنها رفضت حب مهاب لها .. لكنها تذكرت اسرتها و واجبها نحو اخوتها الصغار فقررت ان تستمر في تأدية رسالتها نحوهم وتنسى انها شابه يمكنها ان تقع بالحب .... الحب... لقد احست هبه انها تحب مهاب لكنها ستنسى ذلك الحب.......................................


مرت الايام التاليه في روتين ممل فمهاب ياتي للشركة كل صباح يلقي التحيه على هبه ثم يتوجه لمكتبه و لا يخاطبها الا في حدود العمل واحست هبه بالراحه ان مهاب اقتنع بكلامها ... لكنها كانت تفكر به باستمرار ولم تستطع نسيان حبه وكان يؤلمها معاملته الجافه لها لكنها كانت متأكده ان ذلك افضل لأسرتها.


وصل والد مهاب الى مصر و جاء الى الشركة في اليوم التالي وقد احضر هدايا لجميع العاملين بالشركة فقد كان رجلا طيبا و محبوبا من الجميع و قد اهدى هبه مصحفا جميلا وقد شكرته هبه و فرحت انه عاد سالما ... لكنها شعرت بالحزن ان مهاب لن يأتي الى الشركة بعد اليوم.............


جلست هبه تذاكر لاختها الصغيره و بعد ان قامت بتنظيف المنزل جلست تشرب كوبا من الشاي و وجدت نفسها تفكر في مهاب و تساءلت هل كان فعلا يحبها........ سمعت هبه رنين جرس الباب فقامت لتفتح و فور ان رأت من الطارق حتى غابت عن الوعي.................


افاقت هبه على صوت والدتها :
الام:هبه .. هبه فوقي يا حبيبتي
هبه:ممممممم انا فين؟
الام:فوقي يا هبه انتي في اوضتك
هبه :هو ايه اللي حصل؟
الام:الحمد لله انك بخير
هبه:هو الباب كان بيخبط و لا انا كنت بحلم؟
الام وهي تبتسم:لا مكنتيش بتحلمي
هبه:يعني الباب كان بيخبط؟
الام:ايوه
هبه:ومين اللي .....
مهاب:ممكن ادخل؟
هبه:انت.. انت بتعمل ايه هنا
مهاب:مش هينفع نتكلم وانتي نايمه كده يلا تعالي عشان بابا مستنينا في الصالون
هبه:باباك بره؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مهاب:ها هتقومي ولا نيجي كلنا نقعد هنا؟
هبه:لا لا ثواني بس
و خرج مهاب مع والدة هبه و وقفت هبه تنظر لصورتها في المرآه وهي تقول:
هبه:هو انا بحلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


خرجت هبه مرتديه فستانا وردي اللون و توجهت الى الصالون وفور دخولها:
والد مهاب:تعالي يا هبه اقعدي جنبي
جلست هبه وهي تشعر بالارتباك الشديد
والد مهاب:انا جاي اطلب ايدك لابني مهاب
هبه:ايه؟ بس حضرتك .....
والد مهاب:بصي يا هبه مش معنى اني صاحب شركة اني اتولدت غني
هبه:بس حضرتك عارف ظروفي
والد مهاب:يا هبه انا عارف كل حاجه و عارف كمان انك انسانه محترمه و تعبتي كتير بعد وفاة والدك ومهاب ابني اختار الانسانه اللي هتحافظ عليه و تسعده
هبه وهي تشعر ان كل ما مرت به من ظروف صعبه كان اختبار من الله و انها نجحت في هذا الاختبار و حمدت الله الذي انعم عليها بشاب كمهاب ليكون زوجا لها.


في فيلا فخمة جلست هبه تراقب طفلها و هو يلعب في الحديقه بينما كانت تقرأ سورة يس و بعد ان توقفت عن القراءة احست ان هناك من يراقبها فرفعت عينيها و وجدت مهاب يبتسم لها :
مهاب:ازيك يا حبيبتي؟
هبه:الحمد لله
مهاب:ازي طنط واخواتك؟
هبه:كويسين الحمد لله
مهاب:ها عملتي غدا ايه انهارده
هبه:اكتر حاجه بتحبها
مهاب و هو سعيدا:ورق عنب مش كده
هبه:ايوه ايه رأيك بقى
مهاب:رأيي ان ربنا رزقني بزوجه صالحه
هبه:ربنا يخليك ليه
مهاب:عارفه يا هبه اكتر حاجه شدتني ليكي؟
هبه:ايه يا ترى؟


مهاب:عيناكي









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق