الأربعاء، 25 أبريل 2012

لست خائنة

 

 

 

(13)



دخل اسماعيل غرفة المعيشة ليجد دينا تجلس في الشرفة و هي تدخن بشراهه فنظر اليها دون أن تشعر بوجوده و رآها ربما لأول مره طيلة زواجهما حزينة .. حزينة للغاية .. يا لها من زوجة .. فقد توقفت منذ سنوات عديدة عن لومه أو الشجار معه .. كلما تراه يشعر بجسدها الرقيق يرتعش من الفزع .. و كلما حاول الاقتراب منها شعر بها تضع مئات الحواجز بينهما .. هو يعلم جيدا أنه عاملها بقسوة شديدة .. ربما لم يعطف عليها يوما .. لم يربت على كتفها .. لم يقل لها يوما شكرا لكي على تربيتك الرائعة لابنتنا الوحيدة .. لم يقل لها يوما كلمة اعتذار عن تصرف بدر منه أو عن إهانة ألحقها بها .. لكنها لا تعلم سبب هذه القسوة التي بداخله .. لا تعرف ما الذي عاناه في طفولته .. لن تتخيل كم تألم وهو طفل صغير.............................................. ............................



كانت دينا ما زالت تراجع نفسها و تعاتبها عن مقابلتها لفؤاد و قد قررت ألا تكررها أبدا فهي برغم كل معاناتها الا أنها زوجة و أم و يجب أن تتذكر هذا دائما......... أحست دينا بأن هناك من يراقبها فالتفتت لتجد اسماعيل ينظر إليها بطريقة مختلفة .. لم تستطع تفسير تلك النظرة التي ما أن رأتها دينا حتى أختفت و حلت مكانها نظرة اسماعيل المعتاده المليئة بالسخرية .. و القسوة ............

اسماعيل:ايه يا دينا انتي عيانه ولا ايه؟
دينا بهدوء:لا ابدا انا كويسه
اسماعيل وقد اقترب منها:ايه ده كل ده سجاير شربتيها؟
دينا بلهجة ساخرة:ايه ؟ خايف على صحتي و لا ايه؟
اسماعيل:احنا متفقين انك حره تعملي اللي يريحك
دينا بصوت ملئ بالألم:آه صحيح كل واحد يعيش زي ما هو عايز
اسماعيل بصدق ربما لأول مرة في حياته:مالك يا دينا؟؟؟؟؟؟؟
دينا تنظر اليه و عينيها مليئتان بالدموع:ياااااااااااااااه جاي بعد عشر سنين بتسألني مالك ؟؟؟!!!!!
اسماعيل نظر اليها و لم يجد إجابه لسؤالها , و وقفا صامتان يحدقان بأحدهما الآخر..............



جلس فؤاد مع صديقه محمود في قاعة المؤتمرات :
فؤاد:ها يا محمود هتلاقي شغل لقريبتي اللي قلتلك عليها ؟
محمود:ان شاء الله بس هي لازم تيجي المستشفى عندي عشان أشوفها و أتأكد أنها هتنفع
فؤاد:صدقني هتنفع ده ممتازة
محمود:خلاص خليها تيجي تقابلني في المستشفى
فؤاد:انا مش عارف أشكرك أزاي
محمود:متقلش كده ده أحنا اخوات يا فؤاد
فؤاد:و أكتر يا محمود



جلس فارس في فراشه و هو يشعر بالخوف فوالدته خرجت و لم تعد حتى الآن و والده لم يتصل للاطمئنان عليه حتى الآن فقرر الاتصال بوالدته على هاتفها :
فارس:ماماه .. الو
ساندي وهي تتكلم بصعوبه:ايه يا فارس انت لسه صاحي؟
فارس:ماماه انا خايف
ساندي بعدم اهتمام:انت كبرت خلاص روح نام لوحدك
فارس:طيب أنا جعان
ساندي:ييييييييييييه كل أي حاجه من التلاجه
فارس:طيب

أغلقت ساندي هاتفها و أكملت رقصتها و هي تشرب كأسا من الشراب و لم تفكر في ذلك الطفل الصغر الذي يشعر بالخوف و الجوع بمفرده............................................ .....


دخل فارس الى المطبخ و اخرج صحنا من الطعام وقرر أن يضعه في الفرن حتى يأكله و قام بتشغيل الجهاز لأول مره بمفرده فقد تعلم كيف يعمل من مراقبته لوالده و هو يستخدمه و جلس ينتظر ريثما يصبح الطعام ساخنا و بينما هو جالس على الطاولة غلبه النعاس ................................



اسماعيل جلس على الطاولة أمام دينا و نظر اليها ثم قال:
اسماعيل:ممكن نتكلم بهدوء؟
دينا:انت عايز تتكلم معايا!!!!!
اسماعيل:أرجوكي يا دينا
جلست دينا و هي تشعر أنها أمام شخص لا تعرفه .. اسماعيل يريد ان يتكلم بهدوء !!!!






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق