الأربعاء، 25 أبريل 2012

لست خائنة

 

 

(6)


أفاقت دينا من شرودها على صوت اسماعيل و هو يقول:
اسماعيل:دينا ... دينا
ذهبت دينا مسرعة حتى ترى ماذا يريد:نعم
اسماعيل:حضريلي فنجان قهوه
دينا:حاضر
اسماعيل:جهزيلي البدله الكحلي
دينا:حاضر


ذهبت دينا لتعد القهوه و هي تدعو الله ان يخرج زوجها من المنزل دون ان يصاب باحدى ثورات غضبه ..... دخلت دينا غرفة النوم و وضعت صينية القهوه امام زوجها:
دينا:اتفضل
اسماعيل:واقفه كده ليه؟
دينا:مش عايز حاجه تاني؟
اسماعيل:لا روحي دلوقتي
خرجت دينا من الغرفه وجلست فانتظار أوامر اسماعيل الذي خرج بعد ربع ساعة وهو بكامل أناقته
اسماعيل:انا رايح عالشركة
دينا:هترجع عالغدا؟
اسماعيل:لا ما انتي عارفه الشغل
دينا:عارفه
اسماعيل:بوسيلي يارا
دينا:حاضر
خرج اسماعيل من الشقة و تنفست دينا الصعداء و بدأت تعد طعام الغداء و بعد انتهاءها ذهبت لترتب غرفة يارا ثم توجهت الى غرفة نوم اسماعيل و عندما نظرت الى السرير احست بالغثيان فهذا السرير يحمل ذكريات أليمة ... و يالها من ذكريات...................



تعاودها الذكريات رغما عنها عندما خرجت من المستشفى بعد وفاة عمتها و اكتشافها انها حامل لم تدري اين تذهب وظلت تفكر لم تجد اي مكان تلجأ اليه و خاصة ان اولاد عمتها سافروا ثلاثتهم للعمل بأحدى الدول العربية و وجدت نفسها تعود الى شقتها ..... و ياليتها ما عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــادت.........
احست دينا بالدموع تنزل من عينيها بالرغم من مرور ما يقرب من التسع أعوام على هذا اليوم الا انها تشعر أن المشهد ما زال حيا على هذا السرير........................
دخلت دينا الشقه و قررت أن تعيش مع اسماعيل حتى تربي طفلها و فكرت انها يمكنها ان تغير زوجها حتى يحبها و يكون زوجا صالحا و أثناء مرورها بجوار غرفة نومها سمعت أصوات ضحكات غريبة ففتحت الباب و فوجئت بزوجها مستلقي عالسرير و بجواره امرأه عارية و احست انهما في حاله غير طبيعيه و ألقت نظره بجوار السرير لتجد بعض المخدرات في طبق و زجاجات خمر....... أغلقت دينا باب الغرفة و ذهبت الى غرفة أخرى و جلست عالأرض تبكي .... و علمت ان اسماعيل لن يتغير ..... يا الهي ماذا أفعل ؟ أين أذهب ؟ يا الهي أرحمني و أعطني القوة حتى أربي طفلي دون ان يتأثر بوالده.



ومنذ ذلك اليوم عاشت دينا مع اسماعيل في نفس الشقة لكنها اصبحت مجرد خادمه له و ظلت تحلم بجنينها و تدعو الله ان يولد سليما و يكون عوضا لها عما قاسته , اما اسماعيل فاستمر في السهر و الادمان والخمر و كأنه لا توجد في حياته زوجة لها عليه حقوق و واجبات.



و مرت شهور الحمل على دينا بصعوبتها دون ان يشعر بها زوجها او يعطف عليها بل كان في بعض الأحيان يأخذها بالقوة و لم يكن يرحم صرخاتها و آلامها .... و لم يكن لدى دينا سوى الدموع و الدعاء الى الله ...... و جاء يوم الولادة واحست دينا بآلام شديدة فاتصلت باسماعيل :
دينا:الو... ايوه يا اسماعيل
اسماعيل:انتي ازاي تكلميني فالشركة؟
دينا:انا تعبانة اوي
اسماعيل:يا سلام ما كل الستات بتحمل ولا انتي بقي غير كل الستات
دينا:انا بولد يا اسماعيل
اسماعيل:ازاي يعني ده انتي فاضلك اسبوعين عالولاده
دينا:بقولك بولد
اسماعيل:بصي يا دينا روحي ارتاحي و بالليل هوديكي للدكتور
دينا:آآآآآآآآآآآآآآه
اسماعيل:بطلي تمثيل انا عندي شغل مهم
دينا:آآآآآآآآآآآآه
و أحست ان هناك شئ دافئ يخرج منها .... ورأت الدماء تملأ المكان وسمعت صوت بكاء رقيق و نظرت لتجد طفله بريئه تبكي و احست انها تقول لها ( كوني قوية يا امي فأنا بحاجة اليكي )


سمع اسماعيل صوت بكاء الطفلة اتصل بسيارة الاسعاف و ذهب الى المنزل ليجد دينا ملقاه عالأرض و هي تحتضن الطفلة و جاء الطبيب والممرضات و قاموا بمساعدة دينا و قامت احدى الممرضات بحمل الطفلة وتنظيفها و وضعتها بجوار دينا عالسرير..............

الطبيب:حمدلله على السلامه يا مدام
دينا بصوت ضعيف:الله يسلمك
الطبيب مخاطبا اسماعيل:ازاي مجبتهاش المستشفى من بدري؟
اسماعيل:ملحقناش يا دكتور
نظرت دينا الى اسماعيل نظره مليئة بالكره .... انها تكرهه بشده ... فهو ليس بشرا.... انه من شياطين الانس.


و جدت دينا نفسها ما زالت تبكي فدخلت الى الحمام الذي كان مليئا بالمرايا....خلعت ملابسها و نظرت الى جسدها الممشوق و وجهها البريء و عيونها العسلية الواسعة و شعرها البني الطويل الذي ينزل كموجات على ظهرها و ملئت المغطس بالماء الدافئ و نزلت وهي تريد أن تمحو هذه الذكريات .. تريد أن تنسى قسوة الأيام... فقفزت صورة فؤاد الى عقلها فابتسمت دون أن تشعر..... فؤاد .... أنه ملاكها الحارس ..... أنه فارس أحلامها .... و حبيبها..... و أغمضت دينا عينيها و نامت من شدة تعبها.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق