الأربعاء، 25 أبريل 2012

لست خائنة

 

 

(15)



ظل اسماعيل جالسا بمفرده بعد أن تركته دينا باكية دون أن تتحدث اليه و عاودته ذكريات طفولته المؤلمة ... يااااااا رب ... كل هذه السنوات و ما زالت الذكريات تلاحقني ... حتى في أحلامي... أرى وجه أمي و هي تبكي و تنظر إلي و كأنها تلومني على ما أصبحت عليه ... أرى صورة أبي يقترب مني محاولا ضربي مجددا ... الى متى ستطاردني أشباح الماضي ؟؟؟

و زوجتي هل يمكن أن تسامحني على كل ما بدر مني ؟ هل يمكننا البدء من جديد ؟ و هل سأقدر على تلك البداية التي اتمناها ؟ هل يمكنني أن أكون زوج طبيعي ؟ أب طبيعي ؟ انسان طبيعي ؟
هل سأتمكن من الإقلاع عن تناول الخمور والمخدرات ؟ هل سأبتعد عن صديقاتي العديدات ؟


لماذا كشفت لزوجتي كل ما بداخلي من أسرار؟ ... هل تعبت من كل هذه الذنوب التي أعيشها كل لحظة ؟ ... هل أحاول اخبارها انني لدي مشاعر كباقي البشر ؟ ... هل أحاول أن اتقرب اليها ؟
... أيعقل أن اكون أحبها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ بعد كل تلك الآلام التي سببتها اليها هل يمكنني طلب الصفح و الحب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لن انسى ما حييت نظرتها الي يوم زفافنا .... كانت كالملاك .... بريئة للغاية
عندما نظرت الى عينيها احسست بالخوف .... الخوف من تلك البراءة أن تحطم الأسوار التي شيدتها من حولي لتحميني من ظلم البشر .... فقررت يومها أن أجعلها تكرهني حتى أستطيع اكمال حياتي كما رسمتها .... و قد نجحت في ذلك تماما .... هل أنا سعيد الآن ؟ هل حققت ما كنت أصبو اليه؟ .... هل حياتي مع زوجة تكرهني و طفلة جميلة لا اهتم بها هي حياة سعيدة .... حياة طبيعية؟

نام اسماعيل على كرسيه نوما عميقا لأول مرة منذ سنوات طويلة دون أن يشرب خمرا أو يتناول أي مخدر ... نام و هو يشعر بالراحة .................................................. ............


وضعت دينا رأسها على الوسادة المجاورة ليارا و ما زالت دموعها تتساقط دون أن تدرك سبب بكائها
هل أحست بالشفقه تجاه ذلك الطفل الذي تعرض للأذى على يد والده ؟ هل تبكي تلك الزوجة التي كانت تعشق زوجها بالرغم من زواجه بأخرى و اهانته لها باستمرار ؟ هل تبكي على زوجها و ما يشعر به من حزن بداخله ؟ هل تبكي لأنها كانت تظن زوجها وحشا و وجدته بشرا يشعر و يتألم ؟
هل تبكي لأنها ربما تلتمس العذر لزوجها على كل ما فعله ؟ أم هل تبكي على نفسها و على علاقتها الخاطئة برجل آخر و التي كانت تبررها لنفسها بأن زوجها قاس معها ............................


نامت دينا نوما متقطعا تتخلله أحلام مزعجة .... رأت فؤاد يقترب منها محاولا ضمها لصدره .... رأت اسماعيل يحمل يارا و يبتعد بها .... رأت يارا تبكي وحيدة ....................................





وصل فؤاد الى المستشفى التي يرقد فيها فارس وجلس بجواره يبكي و هو يراه ممددا أمامه محاطا بالأسلاك و الأجهزة التي تساعده في البقاء على قيد الحياة .... مسكين يا صغيري .... ليتني اصطحبتك معي .... ليتني لم أتركك مع تلك الأم المهملة .... سامحني يا صغيري و أعدك بتصحيح كل الأوضاع الخاطئة .................................................. ........................





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق