الأربعاء، 25 أبريل 2012

لست خائنة

 

 

(5)


استيقظت دينا و هي مصابه بصداع شديد فتوجهت الى المطبخ لتصنع فنجانا من القهوه و أشعلت سيجارة و بدأت تنفث دخانها وهي تحضر الصيينه لتضع عليها فنجان القهوه و جلست على الطاولة
و بدأت تحتسي قهوتها وهي تحاول ان تنسى ما حدث من اسماعيل ليلة امس و بعد ان انهت قهوتها قامت لإيقاظ يارا حتى تستعد للذهاب الى المدرسة و بعد ان تناولت يارا طعام الافطار ارتدت ملابسها و ودعت والدتها و نزلت لتركب الحافلة المدرسية و ظلت دينا بمفردها و هي تنتظر ان يستيقظ اسماعيل ليذهب الى شركة السياحة التي ورثها عن والده و التي يقضي فيها معظم وقته صباحا بينما في المساء يذهب للسهر مع أصدقاءه الذين يشاركونه المخدرات والخمر و النساء كل ليله ... كل ليله يقضيها اسماعيل خارج المنزل تاركا دينا بمفردها و عاودتها الذكريات من جديد... تذكرت في أحد الأيام حاولت أن تتقرب من اسماعيل لعله يتغير فارتدت فستانا رقيقا و أعدت عشاءا رومانسيا و جلست تنتظره ولم يعد الا الساعة الرابعة صباحا و هو مخمور كعادته فقالت له:
دينا:حمد لله على السلامه
اسماعيل وهو لا يعي ما يقول:ايه ده كله ؟ ايه ده كله؟
دينا ببراءه:عجبك الفستان؟
اسماعيل:الفستان واللي تحت الفستان
دينا محاولة تغيير الموضوع:تعالى نتعشى سوا
اسماعيل يجلس امامها وهو يكاد يلتهمها بعينيه:ماشي نتعشى عشان خاطرك
دينا بدأت تضع الطعام امامه ففوجئت بآثار لأحمر شفاه على قميصه الأبيض فسألته:
دينا:ايه اللي على هدومك ده؟
اسماعيل:ايه مش شايف؟
دينا:ده روج احمر!!!!!
اسماعيل:روج....آه صحيح ده روج
دينا:انت تعرف ستات ؟؟؟؟؟
اسماعيل:دول شوية سياح كنت سهران معاهم
دينا:و هما لازم يبوسوك؟
اسماعيل:بقولك ايه انا راجع تعبان ومش فاضي لكلامك الاهبل ده
دينا باكية:هو انا مش عاجباك؟
اسماعيل و قد بدأ يفقد اعصابه:لا مش عاجباني انتي لا شكل ولا جسم ولا فيكي ريحة الأنوثة
دينا و هي تصرخ:امال اتجوزتني ليه؟
اسماعيل وهو يضحك بسخريه:اتجوزتك عشان اخلف منك عيال و تعيشي معايا زي الخدامه انتي ملكيش اهل و عمتك باعتك ليه بشوية فلوس و عشان تبقي عارفه انا مصاحب واحده روسيه و كل ليله بسهر عندها واذا كان عاجبك؟
دينا بصوت مرتفع:لا مش عاجبني , و هسيبلك البيت
اسماعيل:هههههههههه و هتروحي فين بقى ان شاء الله؟ عند عمتك؟
دينا:هروح في اي حته المهم أبعد عنك
اسماعيل اقترب منها وبدأ يضربها بكل قوته وقد اعتادت قسوته و أصبحت تقابل ضرباته بدموع صامته .. دون صوت .. فقط تبكي.. تبكي ضعفها و قلة حيلتها .. لكن اسماعيل لم يتوقف حتى سقطت دينا مغشيا عليها و وجهها ملطخ بالدماء .......... نظر اليها اسماعيل و خرج من المنزل تاركا اياها دون ان يهتم بها ... دون ان يرى ان كانت مازالت على قيد الحياه ام فارقتها...
أفاقت دينا و هي تشعر بآلام في كل جسدها و حاولت الوصول الى الهاتف و قامت بطلب رقم عمتها التي لم تفكر في الاتصال بها طوال شهور زواجها من اسماعيل و عندما أجابت عمتها:
عمتها:الو...الو.. مين بيتكلم؟
دينا و الدماء تخرج من فمها:ايـ..وه .. يا طنـ..ط
عمتها:انتي دينا؟
دينا:الـ..حقيـ..ني
و سقطت فاقده الوعي من جديد و لم تشعر بعمتها عندما اقتحمت الشقه مع ابنها الأكبر.... و لم تشعر عندما استدعت عمتها سيارة الاسعاف.... و لم تشعر وهي ترقد في المستشفى وعمتها تنظر اليها وهي تبكي ندما على ما فعلته بابنة اخيها التي القت بها في تلك الزيجة دون ان تفكر هل سيراعي اسماعيل الله فيها ام انها سيعذبها .........أفاقت دينا لتجد عمتها ممسكه بيدها ودموعها تغرق وجهها:
دينا:انا فين؟
عمتها:انتي في المستشفى
دينا:ايه اللي حصل؟
عمتها:و لا حاجه يا دينا ارتاحي دلوقتي
دينا و لأول مره تشعر بحنان عمتها فبدأت فالبكاء و هي تنظر اليها معاتبه
عمتها:سامحيني يا دينا انا السبب في اللي انتي فيه
دينا:متقوليش كده يا طنط... انا اللي حظي كده
عمتها:متقلقيش يا دينا كل ده هيتصلح اوعدك ... اوعـــــــــــــــــــــددددددك


و فارقت عمتها الحياه دون ان تنقذها من اسماعيل و بكتها دينا ربما لأنها كل ما تبقى لها من أسرتها و قبل خروجها من المستشفى جاءها الطبيب:
الطبيب:حمدلله على سلامتك يا مدام
دينا بصوت واهن:الله يسلمك يا دكتور
الطبيب:عايزك تاخدي بالك من نفسك كويس عشان اللي في بطنك
دينا نظرت اليه وهي غير مصدقه:حضرتك بتقول ايه؟
الطبيب:بقولك مبروك يا مدام انتي حامل في اول الشهر التالت

احست دينا انها لا تدري هل تفرح ام تبكي ؟ هل تفرح انها ستكون اما للمرة الأولى ؟ ام تبكي لأن والد طفلها سيكون اسمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــاعيل




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق