الأربعاء، 25 أبريل 2012

لست خائنة

 

 

(8)


تذكرت دينا ذلك اليوم منذ اربع سنوات عندما ساءت حالتها النفسيه و أصبحت فكرة الانتحار مسيطرة عليها لكنها كانت تقاوم خوفا من الله فقررت اللجوء للطب النفسي طلبا للمساعدة و بالفعل اشتركت في أحد المواقع للارشاد النفسي و كتبت مشكلتها مع اسماعيل و كيف وصلت لتلك المرحلة و قد تم الرد عليها من أحد الأطباء النفسيين و قد كان طبيبا مصريا يعيش في فرنسا و قد طلب منها ان تتحدث معه عبر احد البرامج حتى يستطيع مساعدتها و وافقت دينا .... و ما زالت تذكر اول اتصال بينهما:
الطبيب:السلام عليكم
دينا وهي تبكي:و عليكم السلام
الطبيب:اسمك دينا مش كده؟
دينا:ايوه
الطبيب:ممكن تحاولي تهدي شويه
دينا وهي تبكي بهيستيريا:انا تعبانه اوي وخلاص مش قادره استحمل حياتي اكتر من كده
الطبيب يسمع صوت بكاء طفله:ده صوت بنتك؟
دينا تبتسم من خلال دموعها:آه يارا
الطبيب:اسمها حلو جدا, انتي اللي اخترتيه؟
دينا:انا عمري ما اخترت حاجه في حياتي
الطبيب:ممكن تشربي كوباية ميه
دينا:ليه؟
الطبيب:عشان تبطلي عياط
دينا بعد شربها للماء تتوقف عن البكاء وتصمت تماما
الطبيب:دينا ؟ انتي معايا؟
دينا:ايوه
الطبيب:بصي انا اسمي فؤاد
دينا:تشرفنا يا دكتور
الطبيب:لا بلاش دكتور خليها فؤاد علطول عشان هنبقى اصحاب
دينا:تعرف انا عمري ما كان ليا اصحاب قبل كده
فؤاد:احكيلي عن مامتك وباباكي


و ظلت دينا تتكلم و تتكلم بدون توقف فقد مرت سنوات طويلة دون ان يستمع اليها أحد و بعد مرور ساعة توقفت دينا عن الكلام فسألها فؤاد:
فؤاد:دينا انتي روحتي فين؟
دينا:انا عايزه انام
فؤاد يشعر بالحنان البالغ تجاه هذه الشابه التي عانت الكثير طوال عمرها :
فؤاد:بصي يا دينا قومي خدي شاور انتي و يارا و ادخلي عالسرير احضنيها ونامي و بكره نتكلم الساعه 12 الظهر اوكيه؟
دينا كانت تشعر انها في حالة هدوء شديده:اوكيه


نامت دينا و هي تحتضن يارا نوما عميقا لأول مره منذ ان توفي والداها و شعرت براحه نفسيه فقد اخرجت الكثير و الكثير في كلامها مع فؤاد , فقد كان يسمعها .. فقط يسمعها .. و كأنه يزيح عن كتفيها حزن السنين التي عاشتها وحيده في هذه الدنيا القاسية......................................



سمعت دينا جرس الباب و وجدت موظفا من شركة الشحن الجوي اعطاها مظروفا كبيرا و بعد ان أغلقت الباب فتحت المظروف فوجدت بداخله علبه ضغيرة على شكل قلب فضي اللون و بداخلها سلسلة من الذهب معلق بها قلب متوسط الحجم فتحته لتجد صورة فؤاد في الجهة اليسرى فقبلتها برقه و وضعت السلسلة حول عنقها و هي سعيدة للغاية بها فقد كانت أجمل هدية يقدمها لها فؤاد..........


وصلت يارا من المدرسة و تناولت طعام الغداء مع والدتها و بعد ذلك قامت بمساعدة دينا في تنظيف الطاولة و غسل الصحون و جلستا سويا لآداء الواجب المدرسي و فاجئت يارا دينا بسؤال غريب:
يارا:مامي هو ليه بابي مش بيجي البيت كتير؟
دينا:بابي مشغول يا يارا و انتي عارفه
يارا:طب ما كل أصحابي باباهم بيشتغل بس برده بيخرج معاهم و بيلاعبهم
دينا:معلش يا حبيبتي متزعليش
يارا وهي تكمل كتابة واجبها:انا زعلانه منه اوي
شعرت دينا ان ابنتها تحتاج الى أب في حياتها لكن اسماعيل لا يصلح ان يكون هذا الأب مطلقا....




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق