الأربعاء، 25 أبريل 2012

لست خائنة

 

 

(12)



لم تذكر دينا كيف خرجت من المطعم .. كيف ركبت سيارتها .. كيف صعدت الى شقتها .. كل ما تتذكره انها تجلس على الأرض تبكي منذ وقت طويل و جاءها رنين جرس الباب فوقفت وهي ترتعش من الخوف .. أيمكن أن يكون اسماعيل عاد ليقتلها .. هل رآها و هي جالسة بجوار فؤاد؟



فتحت دينا الباب و وجهها مغطى: بالدموع لتجد يارا تنظر اليها بخوف شديد قائلة:
يارا:مالك يا مامي ؟ انتي تعبانه ؟
دينا جلست على ركبتيها وأحتضنت أبنتها بقوه :لا يا حبيبتي أنا كويسة
يارا وهي تحتضن امها:بتعيطي ليه؟ هو بابي زعقلك تاني؟
دينا وهي تبتسم من خلال دموعها:لا يا حبيبتي , يلا عشان تتغدي
يارا:طيب تعالي نغسل وشك من الدموع

ابتسمت دينا لنفسها و أحست ان يارا هي نعمة السماء لها بحنانها و عطفها عليها بالرغم من صغر سنها .. و دخلت دينا غسلت وجهها و توضأت و صلت لله تدعوه وهي تبكي بشده .. يا رب اعني على المقاومة .. أعني على طاعتك .. يا رب ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــاعدني......................


تناولت دينا طعام الغداء مع دينا ثم ذاكرت معها دروسها و وضعتها في سريرها حتى تنام و جلست دينا تدخن سيجارة و تتذكر كيف شاهدت اسماعيل يغازل امرأه اخرى .. كيف شعرت بأنه لا يستحق أن يكون زوج أو أب .. تذكرت كيف احست أنها كانت في نفس موقفه .. نعم .. فقد كانت برفقة رجلا آخر .. تشعر بالسعاده و هي تتحدث اليه .. لقد أصبحت مثل اسماعيل .. لقد سقطت مثله .. أصبحت خـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــائنة .................................................. .......



ظل فؤاد جالسا يفكر في رد فعل دينا عند رؤيتها لزوجها و أخذ يتساءل هل كل هذا الألم لأنها رأت زوجها مع امرأة أخرى .. أم لأنها فزعت أن يراها بصحبة رجلا آخر ؟ و قرر فؤاد أن يخلص دينا من عذابها .................................................. ..........................................


وصل اسماعيل الى المنزل و هو سعيد لأنه قضى ليله مميزه مع صديقته .. يالها من فاتنة .. و فتح الباب و هو يغني بصوت خافت و أغلق الباب خلفه و توجه لأول مره منذ مدة طويلة لغرفة يارا ابنته فقد احس أنه مفتقدها .. و برغم أنه أقام سورا عاليا بينهما حتى لا يتعلق بها .. الا أنها كلما رأته تحتضنه و تعطيه قبلة رقيقه .. مما يشعره بالخجل منه و من نفسه .. فهو لا يستحق أن يكون أب لهذه الطفله الرائعة .. لكنه يحبها .. نعم يحبها بشده لكنه يخشى اظهار مشاعره .. يخشى ان يحب
يخشى أن يشعر بالضعف تجاه أي شخص .. و قد تعلم ذلك جيدا مما مر به طوال حياته .. تعلم أن الحب ضعف .. و يجب أن يكون قويا دائما ................................................


فتح اسماعيل الباب ليجد يارا نائمه كالملاك الصغير مرتدية ملابسها الوردية اللون فاقترب من سريرها
و مسح على شعرها بيده الضخمه .. و كأنما أحست دينا بوجوده فتحت عينيها و هبت واقفة على السرير و احتضنته قائلة:
يارا:بابي .. وحشتني اوي
اسماعيل وهو يشعر بالخجل:عامله ايه يا يارا؟
يارا:انا جيبت الريبورت بتاعي وطلعت الأولى
اسماعيل نظر اليها بفخر:شاطره
يارا:افضل جنبي لحد ما أنام يا بابي
اسماعيل مستغربا طلبها:أنا؟
يارا:ايوه اصل مامي كانت تعبانه انهارده و مانامتش جنبي
اسماعيل جلس بجوارها على الفراش و ظل صامتا فبادرته يارا قائلة:
يارا:احكيلي حدوته و بعدين اقرا سورة الفاتحه عشان انام
اسماعيل تفاجأ بطلبها فهو لم يقص قصة لطفل طوال حياته .. ومضى وقت طويل منذ أن قرأ القرآن الكريم .. أو حتى يصلي لله .. فشعر اسماعيل انه انسان لا يعيش الا لنزواته و مغامراته و لم يعد يفكر في الآخره .. أهذا هو اسماعيل ؟ الهذه الدرجة غيرته السنين؟ أهو راض عن نفسه؟؟؟؟؟؟

اسماعيل:معلش يا يارا نامي لوحدك انهارده عشان انا تعبان شويه
يارا بحزن:طيب ممكن تحضني؟
أخذها اسماعيل بين ذراعيه و أحس بحبه الشديد لهذه المخلوقه البريئة .. و تذكر كيف كانت تركض تجاهه وهي طفلة و هو يحاول ابعادها عنه لكنها كانت تصر أن تحتضنه فبداخلها حنان يكفي جميع البشر.. شعر اسماعيل ان يارا نامت فتركها ببطء وذهب ليبحث عن دينا فقد أخبرته يارا انها مريضة.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق