الاثنين، 23 أبريل 2012

حبيبتي سأنساكي


هدى: احمد .. احمد.. يلا يا حبيبي كده هتتأخر على الشغل
احمد:صباح الخير يا دودو

هدى بخجل:صباح الخير يا حبيبي
احمد:صباح الخير حاف كده!!!!
هدى:لأ طبعا ( و طبعت على خده قبله رقيقه)
احمد:هو ده الكلام ( وقام من الفراش متجها الى الحمام ليغتسل ويتوضأ استعدادا للصلاه)
هدى:خلصت يا حبيبي انا حضرت الفطار عالسفره
احمد:حالا بس هاتيلي الشراب لو سمحتي
هدى:اتفضل انا حطيته عالسرير
احمد(ينظر لها بحب وسعاده):ربنا يخليكي ليه
جلس احمد بجوار زوجته على مائدة الطعام و ظل يحكي لها عن اعماله و كيف سيكون يومه و بعد أن انهى طعامه اتجه الى الباب و قامت هدى بتوديعه بالدعاء له بالخير...........

استقل احمد سيارته وبدأ طريقه الى الشركه التي يعمل بها وفي منتصف الطريق توقف احمد فجأه و وجد نفسه لا يتذكر الطريق وبدأ السائقون خلفه باطلاق ابواق سيارتهم يحثوه على التحرك لكنه لم يستطع ان يتذكر فقرر ان يتوقف بجانب الطريق ليهدأ ويحاول التركيز:
احمد مخاطبا نفسه:ايه ده انا ازاي انسى طريق الشركه ؟؟ ايه اللي بيحصلي ده
بعد ساعه تقريبا استطاع احمد الوصول الى شركته بصعوبه و دخل الى مكتبه و بدأ يعمل و سمع طرقات عالباب:
احمد:ادخل
طارق:ايه يا احمد ايه اللي أخرك كده؟
احمد:مش عارف يا طارق انا نزلت من البيت عادي و فجأه نسيت ازاي اوصل للشركه
طارق:انت بتهزر مش كده؟
احمد:و الله ابدا
طارق:غريب اوي الموضوع ده ده انت بقالك في الشركه ده عشر سنين رايح جاي كل يوم
احمد:مش عارف
طارق:طيب جهزت ملف الشركه الوطنيه؟
احمد( نظر باستغراب الى صديقه):ملف ايه؟
طارق:الملف اللي المدير مستنيه من الصبح
احمد:معلش يا طارق انا مش مركز خالص انهارده
طارق:طيب خلاص متدايقش نفسك انا هدور عليه وانت خد اذن وروح البيت دلوقت
احمد (و هو لا يستطيع تفسير ما يحدث):ايوه فعلا معاك حق

و انطلق احمد في طريق عودته للمنزل وظل يحاول تفسير ما يحدث له و احس بالقلق لأن حالة النسيان التي تصيبه منذ عدة شهور بدأت تزداد و لا يجد لها تفسير منطقي...........



وصل احمد للمنزل و فتح الباب ليجد هدى جالسه تقرأ الجريده و عندما رأته قالت بقلق:
هدى:خير يا احمد ايه اللي رجعك؟
احمد:تعبان شويه
هدى:خير يا حبيبي حاسس بإيه؟
احمد(محاولا اخفاء الامر عنها):لا ابدا دوخت شويه وقلت آجي اريح شويه
هدى:طيب يا حبيبي ادخل السرير و انا هجيبلك كوباية عصير
احمد:طيب

استلقى احمد على السرير وظل يفكر وعندما دخلت عليه زوجته سألها:
احمد:هدى احنا اتجوزنا شهر يناير مش كده؟
هدى:يا سلام بتهزر حضرتك؟
احمد:بس جاوبي على سؤالي
هدى:لا يا احمد احنا اتجوزنا شهر مايو, انت نسيت عيد جوازنا ولا ايه؟
احمد:لا ده انا بهزر معاكي
هدى:تحب نروح للدكتور بالليل نطمن على سبب الدوخه ده؟
احمد:لا مفيش داعي انا هبقى كويس ان شاء الله


في المساء اخبر احمد زوجته انه سيخرج لمقابلة احد اصدقائه و بعد ان ركب سيارته قرر التوجه لعيادة طبيب مخ واعصاب شهير وبعد ان دفع المال للممرض جلس ينتظر مقابلة الطبيب واحس ان الدقائق تمر كالساعات في انتظار ان يعرف ماذا اصابه وكيف اصبح سريع النسيان و هو لم يكمل عامه الثلاثين بعد؟؟؟؟؟؟


جاء دور احمد ودخل غرفة الطبيب وجلس امامه وبدأ يخبره بالأعراض التي تصيبه والتي ازدادت في الفتره الاخيره , استمع له الطبيب باهتمام و طلب منه ان يقوم بعمل أشعه و تحاليل لمعرفة المرض
لكن احمد احس بالقلق في صوت الطبيب فسأله:
احمد:هو حضرتك شاكك في ايه بالضبط؟
الطبيب:مش هقدر احدد غير بعد الاشعه و التحاليل

و بالفعل ذهب احمد لعمل الاشعه والتحاليل و كانت النتيجه ستظهر بعد اسبوع وجاء موعد زيارته الثانيه للطبيب الذي رحب به وبدأ يفحص الاشعه والتحاليل باهتمام بالغ ثم نظر الى احمد وقال:
الطبيب:استاذ احمد انا عايز اقولك طبيعة اللي عند بس عايزك تتماسك و يكون عندك ايمان وثقه بالله
احمد:اتفضل يا دكتور انا عايز اعرف ايه اللي عندي بالضبط
الطبيب(و في عينيه نظرة شفقه لهذا المريض الشاب والواضح انه انسان طيب)
بص يا استاذ احمد في مرض خطير مش عارف سمعت عنه قبل كده ولا لأ بيجي للكبار في
السن و في حالات نادره بيصيب الشباب المرض ده اسمه زهايمر
احمد(و قد اصابته الصدمه):انا سمعت عنه في الافلام بس عمري ما كنت اعرف انه ممكن يجي
لانسان في سني ده انا لسه متجوز من سنتين بس !!!!!!!!
الطبيب:ده قضاء ربنا يا استاذ احمد
احمد(مسلما بارادة الله ): انا لله وانا اليه راجعون
الطبيب:انا عايزك تكون عارف طبيعة المرض ومراحله اللي هتمر بيها
احمد:اتفضل
الطبيب:المرض هيخليك تنسى الاحداث اللي في حياتك من الآخر للأول يعني الناس اللي عرفتهم متأخر هتنساهم الاول
احمد(أحس بالخوف من كلام الطبيب و خاصه ان هدى لم يمضي على معرفته بها الا ثلاث سنوات
وبدأ يفكر هل سينسى حبيبته هدى ؟ هل سينسى أيامه واحلامه مع حب حياته هدى؟)
احمد:هو المرض ده ملوش علاج يا دكتور؟
الطبيب( وهو حزين):للأسف ملوش علاج لكن زي مانت عارف العلم كل يوم بيتقدم و....
احمد(مقاطعا الطبيب):مفيش داعي تصبرني يا دكتور بس ممكن تقولي ايه اللي هيحصلي بعد كده
الطبيب(و هو يتألم على هذا الشاب المسكين):انت فالأول هتبتدي تنسى حاجات يوميه بتعملها وبعدين هتبتدي تنسى اشخاص وممكن الذاكره ترجع كذا سنه لورا يعني تفتكر الناس اللي كانوا في حياتك من خمس سنين مثلا وتنسى اللي بعد كده وطبعا هتنسى الطرق وبلاش تسوق عربيتك خالص وهكذا
احمد( وعينيه ممتلئه بالدموع): وبعدين ايه اللي هيحصل؟
الطبيب:للأسف هتنسى كل حاجه حتى اسمك و اهلك وكل حاجه ومع المراحل المتقدمه من المرض هيحصلك هذيان و مش هتعرف تعمل اي حاجه لنفسك وهتحتاج لرعايه خاصه طول الوقت ......

خرج احمد من العياده وظل يجوب الشوارع بالسياره و هو لا يرى شيئا امامه سوى الدوع التي تنهمر من عينيه و لا يفكر في اي شئ سوى هدى حبيبته وكيف سيخبرها بمرضه؟ او لعله يخفي عنها الأمر, او .........................
وصل احمد الى منزله و وجد هدى فانتظاره و عندما نظرت اليه قالت :
هدى:حمدلله على السلامه يا احمد
احمد ( وهو ينظر اليها بقلق ):الله يسلمك
هدى:احضر العشا؟
احمد:لا .. مفيش داعي انا هروح انام عشان عندي مشاوير مهمه الصبح
دخل احمد غرفته وهو حزين وشعرت هدى ان هناك ما يشغل احمد ويخفيه عنها فقررت ان تحاول معرفة ما الذي يخفيه زوجها وحبيبها.............


في الصباح استيقظ احمد مبكرا بهدوء وخرج بدون ان يوقظ هدى التي احست بصوت الباب يغلق فقامت تبحث عن احمد واكتشفت انه خرج بدون ان يودعها لأول مره منذ زواجهما و شعرت بانقباض في صدرها ودعت الله ان يكون الامر على ما يرام............


بدأت هدى في جمع الملابس المتسخه و افراغ جيوبها لتقوم بغسلها وفوجئت بوجود ورقه في جيب بنطال زوجها فقامت بقرائتها وقالت محدثه نفسها:
هدى:ايه الروشته ده؟ انت روحت للدكتور من غير ما تقولي يا احمد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

و ابدلت هدى ملابسها وخرجت من المنزل متجهه الى عيادة الطبيب لتسأله عن حالة زوجها وبعد ان حان دورها طرقت الباب وكان قلبها يخفق بعنف و كانت تشعر بالخوف من المجهول و فتحت الباب ودخلت:
هدى:السلام عليكم
الطبيب:و عليكم السلام , اتفضلي
هدى:انا في الحقيقه مش جايه اكشف
الطبيب:خير يا مدام؟
هدى(اعطت الطبيب الورقه ويدها ترتعش قائله):انا لقيت الروشته ده في جيب جوزي
الطبيب(نظر في الورقه ثم نظر الى وجه الشابه الجالسه امامه و التي تشعر بالخوف على زوجها)
انا هكون صريح معاكي جوزك مريض بمرض خطير مالوش علاج للأسف اسمه زهايمر
هدى:بس احمد لسه شاب و المرض ده بيجي للعواجيز
الطبيب:كلامك مضبوط بس المرض ده بيصيب الشباب نادرا وحالة جوزك في المرحله التانيه من
المرض
هدى (و الدموع تملأ عينيها):يعني حالته خطيره؟
الطبيب:انا هكلمك زي بنتي , واضح انك بتحبي جوزك وعشان كده لازم تكوني قويه عشان تساعديه
في الفتره اللي جايه
هدى:انا مش عارفه افكر يا دكتور قولي اعمل ايه بالضبط
الطبيب:لازم تقفي جنبه نفسيا و تحاولي تساعديه عشان يتعايش مع المرض و لازم تعملي روتين
يومي ثابت يمشي عليه عشان يقدر يكمل حياته
هدى:روتين ثابت؟
الطبيب:يعني الفطار في معاد محدد في مكان محدد ميتغيرش والهدوم يكون مكانها معروف وهكذا
كل حاجه حواليه وكمان ساعديه ينتظم في الأدويه اللي هتقلل ظهور اعراض المرض الى حد
ما
هدى:هو مفيش امل انه يتحسن؟
الطبيب:للأسف كل يوم حالته هتسوء و ممكن يوصل لدرجة انه ميتحكمش في دخوله للحمام
هدى و هي تبكي :بس ده انسان طول عمره نظيف جدا و منظم ازاي هيقدر يتقبل مرض زي ده
الطبيب:انا عارف انه هيتعب اوي بس ده دورك تصبريه وتساعديه
هدى:انا هحاول بكل طاقتي انه يخطي الازمه ده
الطبيب:حاجه كمان
هدى:اتفضل
الطبيب:هو مع الوقت طباعه هتتغير .. يعني هيكون عصبي وحساس و ممكن يقول كلام مش مفهوم

خرجت هدى من عيادة الطبيب وهي تشعر انها تعيش كابوسا وتتمنى ان تستيقظ منه..............


عادت هدى الى المنزل وقررت ان تبدأ في مساعدة حبيبها و زوجها فارتدت فستانا رقيقا و جلست
تنتظر عودته , و عند وصول احمد وجدها جالسه وعلى وجهها ابتسامه هادئه فقال:
احمد:مساء الخير
هدى:مساء الخير يا حبيبي
احمد:انا عايزك في موضوع مهم
هدى:وانا كمان عايزاك
احمد(و هو يحاول عدم النظر في عينيها):انا شايف اننا لازم نبعد عن بعض فتره
هدى(و عينيها دامعتين):و انا كمان
احمد(مندهشا):و انتي كمان ايه؟
هدى(تضحك وهي تبكي):و انا كمان شايفه اننا لازم نقرب من بعض اكتر من الأول
احمد:انتي تقصدي ايه؟
هدى(و الموع تنهمر من عينيها الجميلتين):احمد انا عرفت كل حاجه
احمد:عرفتي ايه؟؟؟؟
هدى:عرفت انك عيان
احمد:ايه؟
هدى:انا كنت عند الدكتور وقالي كل حاجه
احمد(لم يستطع النطق لكنه احس بحبيبته بين ذراعيه تبكي وتحتضنه بقوه كأنما تريد ان تبعد شبح
هذا المرض المخيف عنه و تحميه منه, فاحتضنها وبكى في صمت)
فنظرت هدى في عينيه وقالت:
هدى( وهي تمازحه):عايز تبعد عني!!!! ده انا هفضل معاك لغاية ما يكون عندك 100 سنه

احمد:يا هدى افهميني المرض ده صعب وانتي لسه صغيره و العمر لسه ادامك
هدى(تنظر اليه بحزن معاتبه):يعني لو كان انا اللي عييت كنت هتسيبني؟
احمد( احتضنها بقوه):بعد الشر عنك يا حبيبتي اوعي تقولي كده تاني
هدى:خلاص بقى مش عايزاك تقول نبعد عن بعض تاني احنا ربنا حطنا في اختبار وان شاء الله
هننجح فيه سوا
احمد:يا هدى انتي مش عارفه ايه اللي هيحصلي الفتره اللي جايه
هدى(تضع يدها على فمه):هشش انا عارفه كل حاجه و تعالى اقولك هنعمل ايه..........

دخل احمد مع هدى الى المطبخ و وجد الكثير من الاوراق الصغيره الملصقه في كل مكان فسألها:
احمد: ايه ده؟
هدى:بص يا سيدي الأوراق ده مكتوب عليها اسامي الحاجات المهمه زي السكر الشاي البراد الفوط
و ده هنلزقها فوق كل مكان عشان تفتكر مكان كل حاجه لما تحتاجها وهنا على التلاجه هنكتب
ارقام التليفونات المهمه زي موبايلي , موبايلات اصحابك, موبايل الدكتور وهكذا, وكمان رصيتلك
هدومك في الدولاب بطريقه معينه وكتبتلك ورق فوق الرفوف عشان تفتكر, هاا ايه رأيك؟
احمد( نظر الى كمية الملصقات و احس بمدى اهتمام هدى به ):كل ده عملتيه انهارده؟
هدى:استنى لسه في حاجات كتير عايزين نعملها.............
بعد ما انهت هدى شرحها اقترب منها احمد و حملها بين ذراعيه و ووضعها بجنان بالغ على السرير واقترب منها و قبلها برقه بالغه و كأنه يريد ان يظل يتذكرها الى الأبد كما هي ولا يأتي يوما ينسى فيه حب عمره...............
واستمرت هدى تستعد لمواجهة المرض و كانت دائما تقوم بمساعدة احمد ومع مرور الأيام بدأت حالة احمد في التدهور وأصبحت هدى لا تفارقه ابدا لأنه أصبح مثل الطفل كما انه اصبح عصبي المزاج
وبدأ ينسى أشياء كثيرة, اما هدى فكانت دائما تدعو الله ان يساعدهما لاجتياز هذه الازمه بسلام وذات يوم دق جرس الباب فذهبت هدى لتفتح فوجدت محمد أخو احمد و مصطفى صديقه:
محمد:السلام عليكم
هدى:و عليكم السلام اتفضلوا
مصطفى:ازيك يا هدى وازي احمد عامل ايه؟
هدى:الحمد لله

وجاء صوت من غرفة النوم فذهبت هدى لترى ما الامر , و وجدت احمد يلقي بالملابس على الأرض وهو يبحث عن شئ:
هدى:بتدور على ايه يا احمد؟
احمد:بدور على القميص الازرق
هدى:طيب يا حبيبي عند في رف القمصان عاليمين
احمد ( وهو تائه النظرات):آه صحيح
هدى:محمد و مصطفى مستنينك بره
احمد:ها
هدى:تعالى معايا يا حبيبي
و خرجت هدى وهي ممسكه بيد احمد وعندما اقتربوا من محمد ومصطفى احس احمد بالخوف:
محمد(برقه):ازيك يا احمد
مصطفى:عامل ايه يا احمد
احمد(نظر الى هدى ليحتمي بها من هؤلاء الغرباء):كويس
محمد:هدى بقولك ايه اما ممكن آخد احمد يعيش معايا في شقة بابا الله يرحمه
هدى (بانفعال شديد):ليه و انا روحت فين؟
محمد:بس يا هدى ده اخويا بردو
هدى: ومتنساش ان هو جوزي

اتجهت انظار كلا من محمد ومصطفى الى احمد الي كان يقف وهو يشعر بالخوف ومن شدة خوفه تبول لا اراديا فقامت هدى بجذبه سريعا باتجاه غرفة النوم وقامت بتغيير ملابسه وهي تبكي لان محمد ومصطفى قد رأوا زوجها في هذه الحاله لكنها تماسكت و احتضنت زوجها بشده فشعرت بالحب تجاهه يزداد وخرجت لتجد محمد ومصطفى قد غادرا فحمدت الله ان محمد تراجع عن فكرة رعاية احمد في مرضه......................

استيقظت هدى ذات يوم لتجد احمد ليس في الفراش فقامت بالبحث عنه لكنها لم تجده وشعرت بالرعب
لكنها وجدت خطابا على طاولة المطبخ فقامت بقراءته:

زوجتي و حبيبتي وامي واختي:
انهارده صحيت ولقيت نفسي فاكر كل حاجه فاكر امتى اتقابلنا وفاكر يوم فرحنا فقررت انفذ الفكره اللي بتجيلي كل ما الذاكره ترجعلي وارجوكي ساعديني انفذها.............................
انا قررت اروح دار مسنين متخصص في رعاية حالات الزهايمر وصدقيني هو ده القرار السليم,
مش هستحمل اعيش معاكي وانا في الحاله ده خصوصا اني وصلت لمرحله صعبه من المرض وحرام عليه اشوفك بتتعذبي معايا , حبيبتي ومراتي واغلى انسانه عندي بحبك والله بحبك وانا عارف انك ممكن تزعلي وتقولي انك متعبتيش من خدمتي بس صدقيني هيجي اليوم اللي هتبصيلي وتقرفي مني ومن تصرفاتي و تتمني اني اموت واريحك , انا قررت ابعد و اسيبك تعيشي حياتك مع انسان سليم يقدر يسعدك وبجد بتمنالك السعاده و كفايه وقوفك جنبي في الفتره الي فاتت وحبك ليه اللي كان ظاهر في كل لمسه منك ليه , سامحيني اني سيبتك, وسامحيني اني هنســــــــــــــــــــــــــاكي.
زوجك وحبيبك احمد
نظرت هدى للخطاب وهي تكاد تفقد الوعي و قررت البحث عن حبيبها حتى تجده ليعيش بجوارها حتى النهايه .
و بعد شهرين من البحث المتواصل عن احمد قررت هدى ان تزور الطبيب المعالج له لعله يعرف مكانه :
هدى:ارجوك يا دكتور انا عايزه اشوف واطمن عليه
الطبيب:بصي يا هدى هو طلب مني انك متعرفيش مكانه بس دلوقتي اقدر اخليكي تشوفيه
هدى:هو كويس؟؟؟؟
الطبيب:هتشوفي بنفسك

ذهبت هدى مع الطبيب الى دار لرعاية المسنين و وجدت شابا يجلسفي الحديقه وحيدا ممسكا بدفتر ويكتب اشياءا فاقتربت منه فرفع عينيه اليها لكنه لم يتعرف عليها فجلست هدى بجواره و عينيها دامعتين
هدى:ازيك يا احمد
احمد(ينظر بعيدا):كويس
هدى(برقه):بتكتب ايه؟
احمد(ينظر لدفتره):مش عارف
هدى:ممكن اشوف
واقتربت منه لتجده ممسكا بدفتر كبير وفتحت الصفجه الأولى ووجدت (حبيبتي هدى) فتساقطت دموعها وفي الصفحات التاليه وجدت اسمها يتكرر لكن في الصفحات الاخيره اصبحت الكتابه عباره عن نقوش غير مفهومه ومع ذلك يستمر احمد في الكتابه وتساقطت دموع هدى لكنها تماسكت وقالت مخاطبه احمد:
هدى:تحب تتمشى شويه؟
احمد:ماشي
هدى:انا اسمي هدى على فكره
احمد:هدى!!!
هدى:ها ايه رأيك؟
احمد:حلو


وامسكت هدى بذراع زوجها و حبيبها وبدأوا في السير سويا في حديقة دار المسنين............






هناك تعليق واحد: