السبت، 19 مايو 2012

أحتاج اليك
 
 
 
الحلقة الثانية عشر

دخلت مايا الى ذلك المطعم الذي شهد لقاءها الأول بوائل .... و عاودتها الذكريات المؤلمة .... و تمنت لو يعود بها الزمن للوراء .... فتتراجع عن طلبها للخروج بصحبة صديقتها .... تتمنى لو ترفض والدتها طلبها للخروج بصحبة غادة .... تتمنى لو ماتت قبل معرفتها بذلك الندل .... كانت مايا تشعر بالخوف فهي ستلتقي بوائل .... ولا تعرف ما الذي يريده منها .... أتراه يريد إبتزازها و يطلب منها مالا
أم تراه يريد مواعدتها كسابق عهدهما معا .... تنفست مايا بعمق و دفعت عربة أبنها الذي كان نائما في براءة .... نظرت له و كأنها تطلب مساعدته في مواجهتها مع وائل .... لكنه طفل صغير لا يدرك شيئا .... لكنها تستمد قوتها من وجوده معها .... فهو رجلها الذي جاء ليحميها مما هي مقبلة عليه .... نظرت مايا بين الطاولات باحثة عن وائل .... الذي سرعان ما أشار لها لتقترب .... و وجدته قد أختار نفس الطاولة التي كانت تجلس عليها وحيدة منذ عدة سنوات في إنتظار صديقتها غادة .... أقتربت مايا و هي ترتعش من الداخل و تتظاهر بالقوة من الظاهر .... جلسن أمامه و هي تضع نظارتها الشمسية و لم تلقي عليه السلام لكنه تجاهل ذلك و قال:

وائل:اهلا يا جميل , و حشتيني موت
يبدو الضيق على ملامح مايا الجميلة:قول عايز عايز ايه يا وائل عشان انا هقعد معاك خمس دقايق بالضبط
وائل وقد شعر بنفورها منه فقال بلهجة ساخرة:خمس دقايق بحالهم و مالك جايه على نفسك كده ليه؟؟؟؟
مايا:خلصني يا وائل
وائل و هو يمد يده ليلمس يدها:مالك بس يا حبيبتي
سحبت مايا يدها بسرعه و كأن لمسته تحرقها:ايه حبيبتك ده و ازاي تحاول تلمسني
تكلم وائل و هو غاضب:بقولك ايه .... أتكلمي معايا عدل
مايا بغضب مماثل:قول اللي عندك و خلصني
وائل:عايز نرجع لبعض .............
مايا:نعم !!!!!
وائل:زي ما سمعتيني
مايا:أنت أكيد أتجننت
وائل:أيوة أنا أتجننت لما سيبتك و سافرت لبابا
مايا:يا وائل كفاية كدب بقى أنا عرفت عنك كل حاجة
وائل و قد ظهرت عليه علامات الدهشة:عرفتي؟ عرفتي ايه؟؟؟؟
مايا:أنا عرفت أنك مش مهندس و لا حاجة
وائل:انت بتقولي ايه؟
مايا:انا روحتلك الشركة بعد موت ماما عشان تصلح غلطتك و هناك زميلك قالي أنت مين و بتشتغل أيه
وائل وهو يحاول التماسك و أخفاء توتره:و فيها أيه لما مكنش مهندس؟
مايا:فيها انك كذبت عليا , بس عايزه أعرف أزاي كنت بتظهر غير حقيقتك
وائل:الهدوم كنت بستلفها من أصحابي , و التليفون كان معايا مفتاح للشركة بطلع بالليل أكلمك , و العربية كانت بتاعت واحد صاحبي بيشتغل عليها سواق , بس كنت لايق مهندس مش كده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مايا وهي تشعر بالحزن لأنخداعها فيه بسهوله:يا وائل أرجوك أخرج من حياتي و أنساني زي ما نسيتك
وائل:بس أنتي بتحبيني
مايا:انا عمري ما حبيت غير جوزي , و انت كنت مجرد شاب اتشدتله في فتره كنت فيها معنديش خبرة في الحياة
وائل:طيب بصي بقى أنت هتقابليني وقت ما أعوزو إلا بقى انت حره
مايا:على فكرة انت متقدرش تعملي حاجه خالص
وائل و هو يطلق ضحكة شريرة:على فكرة انت عرفتي وائل المهندس ..... بس لسه متعرفيش وائل التاني
مايا بفزع:تقصد ايه؟
وائل:اول حاجه هعملها هروح لأبوكي البيت و هقوله عاللي كان بينا و طبعا انت عارفة ابوكي صحته على قده
مايا:انت كمان عايز تحرمني من بابا زي ما كنت السبب في موت ماما ؟؟؟؟
وائل:و الله انت اللي هتقرري
مايا:بانفعال شديد:انت عايز مني ايه؟
وائل:ولا حاجه نتقابل زي زمان و لا نسيتي؟
مايا:حرام عليك ابعد عني
نظر وائل الى الطفل و قال:و لا بقى لما جوزك يعرف انك غلطتي مع واحد تاني لأ وأيه خبيتي عليه ساعتها طبعا هيطلقك و ياخد البيبي الجميل ده
مايا نظرت له بكره و هي تريد التخلص من هذا الكابوس البشع ...... تريد التخلص من خطيئتها الوحيدة .....
وائل:ها قولتي ايه؟
نظرت له مايا و الدموع تملا عيناها و رفعت وجهها للسماء .... يا رب




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق