الثلاثاء، 22 مايو 2012

أحتاج اليك
 
 
الحلقة الرابعة عشر


أرتمت مايا في حضن عمتها شريفة و أنفجرت في البكاء ...... بدأت تبكي كما لم تبكي من قبل ...... و أكتشفت أنها لم تشعر بالحنان طوال حياتها كما تشعر الآن في أحضان عمتها الحنون ....... فلطالما كانت تنهرها والدتها إذا بكت ...... حتى أنها توقفت عن البكاء منذ أن كبرت ....... ظلت مايا تبكي و كأنها تريد إزاحة هذا الحمل الثقيل الذي يرهقها كثيرا ...... و مر شريط حياتها أمامها كاملا ..... فها هي تقترب من والدتها ترغب في احتضانها فتنهرها قائلة بصوت غاضب : بلاش دلع يا مايا ....... و ها هو وائل يقترب منها محاولا الإعتداء عليها و هي تدفعه بعيدا عنها ....... و ها هي تستلقي في عيادة ذلك الطبيب لتجري تلك العملية لتعود عذراء مجددا ....... و ها هي تقف وجها لوجه أمام وائل الذي عاد لينغص عليها حياتها الهادئة .............................
لم تعرف مايا كم مر عليها و هي تحتضن عمتها و تخبأ وجهها في صدرها الذي كان يشعرها بالأمان و تبكي ..... تبكي ..... تبكي


بدأت مايا تهدأ قليلا و لكن صوت شهقاتها يمزق ذلك السكون الذي يملأ المكان و أستمرت عمتها تربت عليها في حنان بالغ و كأنها تشعر بها و تفهم ما بداخلها ...... و لم تحاول عمتها إرغامها على الكلام ...... بل تركتها تخرج حزن السنين من داخلها ...... فقد كانت شريفة تعلم بمدى قسوة والدة مايا ...... و كانت تشفق على ابنة اخيها و لكنها لم تستطع فعل شيء إزاء زوجة اخيها ...... رفعت مايا رأسها بخجل و نظرت الى عمتها و الدموع تملأ وجهها الجميل :
مايا:أنا ...... أنا
شريفة:بسسسسسسسس متقوليش حاجة .... قومي أغسلي وشك و صلي ركعتين لله و تعالي نتكلم و قولي كل اللي عايزه تقوليه .....
توجهت مايا الى الحمام و بدأت تغسل وجهها و شعرت بهدوء غريب و كأنها كانت تفرغ كل ما بداخلها من ألم في بكاءها ..... نظرت الى وجهها في المرآة و هي تشعر بأنها قد تغيرت ...... نعم فهي ستواجه وائل بكل ما تملك من قوة و لن تدعه يدمر لها حياتها .


عادت مايا الى عمتها لتجدها تحمل احمد الصغير و تقوم بإطعامه بينما هو يلاعبها و يضحك لها جلست مايا بجوارهما صامته ......
شريفة مقاطعة صمت مايا:ها احسن دلوقتي
مايا وهي تشعر كأنها قد أخذت مخدرا قويا:الحمد لله
شريفة و هي تمسح فم احمد و تضع له بعض الألعاب:قوليلي بق ايه اللي حصل من الاول خااااااااااالص

ظلت مايا تحكي ..... وتحكي ...... و تحكي بينما شريفة تسمع ...... وتسمع ........ وتسمع
حكت مايا كل شيء منذ لقائها الأول مع وائل حتى تهديده لها بفضح أمرها أمام زوجها ثم صمتت مايا في انتظار سماعها رأي عمتها في الأمر و قد طال صمت عمتها حتى اعتقدت مايا أنها غاضبة مما سمعت فأحست بالخوف مجددا ......................
شريفة تنظر لأبنة أخيها وهي مستغرقة في التفكير ...... ثم قالت :
شريفة:ياااااااااااااه يا مايا كل ده شايلاه لوحدك
مايا و قد تجمعت الدموع مجددا في عينيها:ما أنا مليش حد احكيله
شريفة:أنا مش هتكلم عاللي فات لأني عارفة أنك مش لوحدك اللي غلطانة ..... مامتك الله يرحمها كانت طريقتها معاكي غلط ....
كانت بتعاملك كأنك انسان آلي بينفذ الأوامر و بس و معرفتش أنها بتعامل أنسان ممكن يغلط ..... و بيحتاج للحنية ..... و بيحتاج للنصيحة
مايا و هي تشعر بالدموع تنزل من عينيها ببطء متاثرة بكلام عمتها التي اكملت قائلة:
شريفة:أنت غلطت لما كلمتيه تاني و غلطتي اكتر لما قابلتيه ...... لأن بكده هو حس أنك خايفة منه
مايا:ما هو قالي هيقول لبابا ولسالم على كل حاجه
شريفة و هي تقول بحكمتها التي اكتسبتها عبر السنين:تفتكري واحد عمل كده في بنت هيقدر يتكلم !! ومع مين أبوها و جوزها!!
مايا:ما انا خفت يا طنط ..... خفت يبوظلي حياتي اللي ما صدقت بقت زي ما بتمناها طول عمري
شريفة:متخافيش يا حبيبتي .... انت غلطتي .... و توبتي .... و ربنا بيغفر الذنب بعد التوبة .... و انا جنبك و مش هسيبك أبدا
أنتبهت مايا على صوت هاتفها الخليوي ..... فنظرت للشاشة و وجدت رقم سالم فأجابت:
مايا و هي تحاول ان يبدو صوتها طبيعيا:الو
سالم:ايوة يا حبيتي روحتي و لا لسه؟؟
مايا:لا لسه قاعدة شوية مع طنط , أصلي لقيت بابا نايم فقلت استناه لما يصحى
سالم:خلاص خليكي و انا هخلص شغل و اعدي عليكي
مايا:خلاص هنستناك
سالم:سلمي على طنط و عمو
مايا:يوصل , خلي بالك من نفسك
سالم:بوسيلي احمد
مايا و هي تبتسم بحزن:من عينيا

أغلقت مايا الهاتف و هي تشعر بالقلق و سمعت عمتها تقول:
شريفة: هو هيتصل بيكي امتى؟؟؟؟
مايا:قالي هيتصل عشان يقولي هقابله فين و امتى
شريفة:طيب
مايا:هنعمل ايه؟؟؟؟؟؟؟؟
شريفة و هي تنظر لمايا بحنان:مشيليش هم حاجه انا هتصرف .................................

كيف ستتصرف شريفة ؟؟؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق