الاثنين، 21 مايو 2012

أحتاج اليك
 
 
الحلقة الثالثة عشر

غادرت مايا المكان مصطحبة صغيرها و الدموع تتساقط من عينيها الحزينتين و ظلت تمشي بلا توقف و هي تشعر أن عقلها يكاد يتوقف من التفكير ..... دعت الله ان يخلصها من وائل و يبعده عن حياتها للأبد .................................


وائل دخل الى شقته البسيطة التي تقع في أحد الاحياء الشعبية و وجد والدته العجوز فإنتظاره:
الأم:حمدلله على سلامتك يا وائل
وائل:الله يسلمك يا أمه
الأم:أسخن عشان تاكل؟
وائل:عاملالنا ايه انهارده؟
الأم:عدس يا حبيبي
وائل بسخط على فقره:مش واكل
الأم:ليه بس يا ابني هو العدس وحش
وائل:أنا زهقت يا أمه كل يوم عدس او فول عيشة تقرف
الام:يا ابني احمد ربنا غيرك مش لاقي العيش الحاف
وائل:خلاص يا أمه انا داخل اريح شوية عشان هنزل بالليل
الأم:لسه ملقيتش شغل؟؟
وائل:بدور يا أمه بدور
الام:يا ابني الفلوس اللي رجعت بيها من السفر قربت تخلص و انت مش راضي ترجع شغلك اللي سيبته
وائل بسخريه:عايزاني أرجع اشتغل بتاع امن في عماره !!!!!!
الأم:و فيها ايه بس ده شغلانه كويسه و فلوسها بتكفينا
نظر لها وائل و هو يكره ذلك الرضى الدائم لديها:لا يا أمه انا هلاقي شغل تاني و هبقى غني
الأم:ربنا يهديك يا ابني


دخل وائل الى غرفته و هو يفكر كيف يمكنه الأستفاده من مايا فهو يعلم أنها من أسرة ميسورة الحال كما أنه علم أن زوجها يعمل بأحد البنوك الكبرى ...... سيطلب منها مالا كثيرا ..... و بالطبع ستوافق ...... و هل يمكنها رفض طلب له ..... يجب أن يجعلها تتعلق به كما كانت و أكثر ...... فهي كنز يجب ان يستغله حتى النهاية ...... سيحاول التأثير عليها بكلامه المعسول ..... وستضعف كأي أمرأة أمام حبها الأول ........ أبتسم وائل لنفسه بغرور و أستلقى على فراشه القديم و أغمض عينيه و هو يتخيل مايا بين ذراعيه ....



وصلت مايا شقة والدها و وجدت عمتها تجلس وحيدة تتابع التلفاز و فور أن رأتها قامت لأستقبالها هي و أحمد الصغير:
مايا:أزيك يا طنط شريفة عاملة ايه ؟ و فين بابا؟
شريفة: الحمد لله يا مايا , بابا نايم وريني حبيب قلبي .... ما شاء الله كبر خالص
مايا و هي شاردة:شكرا يا طنط
شريفة أرملة منذ سنوات و قد كانت راجحة العقل و تحب مايا كثيرا فلم يكن لديها أبناء و قد كانت تحب مايا كثيرا و بالرغم من محاولات والدة مايا الدائمة بإبعادها عن أسرة والدها إلا ان شريفة أستمرت في حبها لأبنة اخيها الوحيدة ..... لاحظت شريفة شرود مايا التي كان واضحا أن هناك ما يشغلها فسألتها بقلق:
شريفة:مالك يا مايا يا حبيبتي؟
مايا وقد تنبهت لسؤال عمتها: ها .... أبدا مفيش حاجة
شريفة مازحة:أوعي يكون سالم مزعلك؟
مايا:لا أبدا يا طنط , يا ريت كل الرجاله زي سالم
شريفة:امال مالك سرحانه ليه؟
مايا و هي تحاول طلب مساعدة عمتها بطريقة غير مباشرة:أصل في واحدة صاحبتي عندها مشكلة جامدة
شريفة:خير ان شاء الله؟
مايا بصوت يرتعش : أصلها كانت بتحب واحد و بعدين أتجوزت واحد تاني فالأولاني بيهددها لترجعله ليقول لجوزها على اللي كان بينهم زمان ................
شريفة و هي تحاول فهم الموقف:يعني هو معاه صور ليها مثلا؟
مايا نافية :لا ... لا أبدا
شريفة:أمال هي خايفة من ايه؟
مايا:اصل جوزها تفكيره شرقي اوي و ممكن يتصدم لو عرف أنها كانت بتحب قبله واحد تاني
شريفة:طب و هي ليه بتكلمه تاني ما تغير خط الموبايل و هو مش هيعرف يوصلها
مايا:ما هو عارف كل حاجة عنها .... عنوان بيت باباها .... تليفونها .... و عرف كل حاجه عن جوزها
شريفة:طيب وصاحبتك هتعمل ايه؟
مايا:مش عارفة يا طنط .... هي خايفة يروح لجوزها
شريفة تضحك بثقة بالغة:يا مايا اللي زي الشخص ده بيكون جبان .... عمره ما هيقدر يقول لجوزها اي حاجه ده بيهددها بس
مايا:بس ده قالها لو مقابلتوش تاني هيقول لجوزها كل اللي كان بينهم
شريفة وقد بدأت تفهم أن مايا تتحدث عن نفسها:و هو ايه اللي كان بينهم؟؟؟؟؟
مايا و صوتها يهتز لأنها تكذب: العادي يعني كانوا بيتقابلوا و يتكلموا في التليفون و كده يعني
شريفة:مادام هي من يوم ما أتجوزت قطعت علاقتها بالماضي متخافش من حاجه وهو لا يمكن يأذيها
مايا:يعني حضرتك رأيك متردش على مكالماته تاني؟؟؟
شريفة:و لا تبينله أنها خايفة منه
مايا بخوف:و لو اتصل بجوزها تعمل ايه؟
شريفة:عادي هتنكر أنها تعرفه أصلا
مايا:حتى لو حكى عنها تفاصيل محدش يعرفها ؟؟؟؟
شريفة:تفاصيل زي ايه؟؟؟؟
مايا و قد بدأت تبكي:أصل ..... أصل ...............
نظرت شريفة لأبنة اخيها و هي تشعر بالفزع و قد أحست أن مايا تخفي سرا خطيرا ............................................






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق