الخميس، 24 مايو 2012

أحتاج اليك
 
 
الحلقة السادسة عشر

في تمام الساعة التاسعة إلا عشر دقائق كانت شريفة تنزل من سيارة الأجرة أمام مبني لأحد أجهزة الدولة الهامة و فور وصولها للبوابة اعطت أسمها للحارس الذي رحب بها و قام بتوصيلها للباب الداخلي و من هناك قام أحد الضباط بتوصيلها بنفسه الى مكتب فاروق المسيري و وقفت حتى يستأذن لها الضاب للدخول و بعد خروجه دخلت شريفة و كانت ترتدي عباءة سوداء أنيقة و تضع حجابا باللون الأسود و برغم بلوغها الخمسون من عمرها إلا أنها مازالت جميلة و أنيقة و فور دخولها قام السيد فاروق بالوقوف قائلا بترحاب صادق:
فاروق:شريفة هانم , أهلا بيكي نورتي المكتب
شريفة:اهلا بحضرتك , وشكرا عشان فضيت نفسك و قابلتني
فاروق:يا فندم ده جوز حضرتك كان رئيسي وأستاذي في يوم من الايام و اتعلمت على ايده كل حاجه , الله يرحمه
شريفة و قد أرتسمت أبتسامة حزينة على وجهها:الله يرحمه
فاروق:تحبي حضرتك تشربي ايه؟
شريفة:متشكرة مفيش داعي
فاروق:أزاي بس ؟ انا هل بقهوة و حضرتك؟
شريفة:خلاص قهوة مضبوط
فاروق و قد قام طلب القهوة و جلس ليستمع الى شريفة:خير يا فندم ايه الموضوع؟
شريفة و هي تحاول شرح مشكلة مايا دون الإساءة الى ابنة اخيها: الموضوع ان بنت اخويا الوحيد كانت تعرف شاب قبل الجواز و كان مفهمها انه مهندس و بعد كده اكتشفت انه مش مكمل تعليمه و كان بيخدعها فقررت تسيبه و قابلت جوزها و حصل نصيب و ربنا رزقها بطفل زي القمر , بس المشكلة ان الشاب ده قابلها صدفة و قالها انه هيحكي لجوزها اللي كان بينهم و هددها انها لازم تقابله او يفضحها
فاروق و قد أرتسم على وجهه تعبير جاد للغاية:قوليلي اسمه ايه الولد ده؟
شريفة قامت بإه=عطاءه اسم وائل و محل عمله القديم ثم قالت:بس أرجوك الموضوع لازم يتحل بعيد عن اخويا او جوز بنته
فاروق بثقة:متقلقيش حضرتك و أعتبري الموضوع انتهى
شريفة:بجد مش عارفه أشكر حضرتك ازاي
فاروق:لا شكر على واجب و انا تحت امر حضرتك في اي خدمة
شريفة:طيب أستأذن أنا عشان معطلكش أكتر من كده
فاروق:اتفضلي يا فندم و ان شاء الله يومين و كلميني أقولك ايه الأخبار
شريفة:ان شاء الله , عن أذنك
فاروق و هو يوصلها حتى الباب:اتفضلي يا فندم


و بعد ان خرجت شريفة من مكتب فاروق المسيري جلس على مكتبه و قام بطلب احد الضباط:
فاروق:ألو , ايوة يا حسام
تعالالي المكتب بسرعة




عادت شريفة الى منزل اخيها و قامت بإعداد طعام الغداء و بعد ذلك أيقظت أخيها و جلسا يأكلان في صمت:
والد مايا:مالك يا شريفة ساكته ليه؟
شريفة:ابدا يا اخويا مفيش
والد مايا:تسلم ايدك الأكل جميل اوي
شريفة:بالهنا و الشفا
والد مايا:هي مايا متخانقة مع سالم؟
نظرت شريفة الى اخيها بشك:ليه بتقول كده؟
والد مايا:اصل امبارح كان شكلها زعلان
شريفة :لا ابدا مفيش حاجه
والد مايا وهو يتحرك بكرسيه متجها الى الشرفة:تسلم ايدك يا شريفة , انا هستناكي في البلكونة نشرب الشاي
شريفة:حالا يكون الشاي جاهز


أعدت شريفة الشاي و جلست بجوار أخيها الذي بدا أنها يفكر في أمر ما فسألته شريفة:
شريفة:مالك بتفكر في ايه؟
والد مايا:بفكر في مايا , حاسس اني انا و مامتها كنا قاسيين معاها اوي
شريفة و هي تريد التخفيف عن اخيها :متقولش كده انتوا كنت بتخافوا عليها
والد مايا:تعرفي انا كنت دايما بقول لمامتها ان البنت محتاجه حنيه ..... عشان متدورش عليها بره البيت
شريفة:مايا متربية كويس متقلقش عليها
والد مايا:بس دايما بحس انها حزينة
شريفة:لا انت بس اللي بتقلق زياده عن اللزوم
والد مايا:اوعي تكوني مخبيه عليا حاجه تخص مايا
شريفة:اطمن خالص مايا كويسة و جوزها بيحبها و بيحترمها
والد مايا:نفسي اكون مطمن عليها قبل ما اموت
شريفة بحزن:متقولش كده ربنا يديك الصحة
والد مايا و هو ينظر بعيدا:خلاص انا حاسس اني هموت قريب , مامت مايا و حشتني اوي
شريفة و الدموع تنزل من عينيها:وتسيبني لوحدي
والد مايا:انت لسه صغيرة يا شريفة و ممكن تبدأي من جديد
شريفة وهي تضحك من بين دموعها: و هو انا ممكن افكر في اي راجل بعد عبدالله جوزي الله يرحمه
والد مايا و هو يربت على يد اخته:الله يرحمه



كانت مايا تقف في المطبخ تعد طعام الغداء لزوجها و هي تلاعب احمد في كرسيه و سمعت رنين هاتفها فظنت ان سالم هو المتصل:
مايا برقة:الو
وائل:ايه الروقان ده
مايا بفزع:هو انت؟؟؟؟
وائل:و هو في حد غيري يا جميل
مايا:يا وائل من فضلك متتصلش بيا تاني
وائل:معاكي حق بلاش تليفونات , ها هتقابليني امتى؟؟؟
مايا:مش هينفع اخرج لوحدي
وائل:خلاص اجيلك البيت
مايا بلهجة غاضبة:انت ازاي تقف تحت العمارة بتاعتي و تستناني؟؟؟؟
وائل :كنتي واحشاني موت , وكمان عشان تعرفي اني ممكن اجيلك في اي مكان ههههههههههه
أغلقت مايا الهاتف و هي تبكي من الغضب و قررت الاتصال بعمتها لتخبرها عما جرى .............................



كان الضابط حسام يستمع لتعليمات فاروق المسيري :
فاروق:فهمتني يا حسام , الواد ده عايزك تعرفلي كل حاجه عنه و عن أهله
حسام:حاضر يا فندم انا هجيب كل المعلومات خلال يومين
فاروق:الصبح الملف يكون على مكتبي
حسام:تحت امر سعادتك
فاروق:اتفضل انت دلوقت
خرج حسام بينما ظل فاروق يفكر في أرملة أستاذه الراحل و ظل يفكر هل يمكنه بدء حياة جديدة في مثل سنه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق