الأربعاء، 16 مايو 2012

أحتاج اليك
 
 
الحلقة التاسعة


 
أستيقظت مايا من نومها و العرق يتصبب منها فقد رأت كابوسا مفزعا .... رأت وائل ينظر لها بخبث و كأنه يهددها .... أستعاذت بالله و قامت لتصلي الفجر و أيقظت سالم الذي نظر لها بحب:
سالم: مالك انت تعبانه؟
مايا:لا أبدا , بس حلمت حلم وحش
سالم:مش عارف ايه حكاية الأحلام اللي بتجيلك ده
مايا:يمكن أكون تقلت في الأكل قبل ما أنام
سالم و هو يحتضنها:ربنا يخليكي ليا و يقومك بالسلامة
مايا: ويخليك ليا يا حبيبي
ساعدها سالم لتقف فهي في شهور الحمل الأخيرة و أصبحت تتحرك بصعوبة و قد حصلت على اجازة من عملها حتى تضع مولودها و كانت مايا تشغل يومها بالقراءة أو زيارة والدها و عمتها , و لم يكن يعكر صفو حياتها سوى ذكرى وائل المزعجة و التي كانت تشعرها بالقلق, و برغم محاولاتها لنسيان الأمر إلا أنها كانت تتذكر و تتمنى النسيان , و قد كان زوجها في أحيان كثير يشعر ان هناك ما يشغلها و كانت تطمئنه , و كان سالم كل يوم يعود من عمله فيتناولان طعام الغداء ثم ينزل معها لتمشي بعض الوقت حتى تستعد للولادة .

و مضت الأيام و جاء موعد قدوم الطفل فأصطحبها سالم الى المستشفى و ظل يقرأ آيات القرآن و كانت والدته تحاول طمأنته حتى سمعا صوت بكاء الصغير فجاءت الممرضة لتخبرهما أن الطفل بصحة جيدة وكانت مايا مازالت متعبة فذهبوا بها الى غرفتها لتستريح و ظل سالم بجوارها بينما والدته تحمل الصغير و هي سعيدة نظر سالم الى مايا بقلق:
سالم:لسه تعبانه؟
مايا بصوت واهن:لأ الحمد لله
سالم:حمد لله على سلامتك
مايا:الله يسلمك , هتسميه أية؟
سالم:هسميه أحمد أيه رأيك؟
مايا:الله اسم جميل
الجدة:ربنا يخليهولكم و يبارك فيه
مايا و سالم:اللهم آمين

غادرت مايا المستشفى و عادت الى منزلها و معها طفلها الذي أحبته فور أن ضمته الى صدرها وشعرت نحوه بعاطفه لم تجربها من قبل ... فها هو طفلها و حبيبها ينظر اليها بعينيه الصغيرتين و يغلق يده الصغيرة على أصبعها ... نظرت له مايا بحنان و حب و قالت له:
مايا:بحبك اوي و عمري ما هقسى عليك ابدا ......................................



زارت مايا والدها ليرى حفيده فقال لها و هو يحمل الطفل:
والدها:ما شاء الله ربنا يحفظه ( وبدأ في البكاء )
مايا:مالك بس يا بابا؟
والدها:كان نفسي أمك تكون معايا و تشوف حفيدها
مايا و هي تشعر بالحزن:الله يرحمها و يخليك ليا
والدها:شبهك و انت صغيرة
مايا و هي تبتسم:بجد
والدها:بجد حتى روحي أتفرجي على صورك و انت صغيرة

دخلت مايا غرفة والداها و وجدت ألبوم صورها جلست على الكرسي و فتحته لتجد صور والدتها الراحلة و هي تحملها حينما كانت رضيعة و كانت تنظر لها بحب و حنان بالغ ...... نزلت دمعة ساخنة من عينها و حدثت والدتها:
مايا:ليه مكنتيش حنينه معايا لما كنت محتاجالك ؟ ليه كنتي شايفه أن قسوتك فيها مصلحتي ؟ ليه مفكرتيش تصاحبيني و تقربيني منك؟
أكملت مايا باقي الصور ثم خرجت لتاخذ صغيرها و تودع والدها و تعود الى منزلها و ظلت طوال الطريق تفكر في والدتها .........


بدأت مايا حياتها الجديدة كأم و كانت تحاول إسعاد زوجها بكل طاقتها و كان سالم يشكر الله على وهبه تلك الزوجة الصالحة فهي تحبه و تعامل والدته معاملة طيبة و تهتم ببيتها و تبذل كل جهدها من أجل أسرتها الصغيرة , و كان احمد يملأ البيت بحركاته البريئة و ضحكته التي كانت تنسيها كل ما يؤرقها فكانت عندما تتذكر ماضيها تحتضن ابنها و كأنها هي من يحتاج للحنان و أستمرت مايا في الاستغفار و الدعاء لله بأن يسترها و يحمي أسرتها من كل شر.


و أستمرت حياة مايا هادئة و كانت قد بدأت تنسى ماضيها الملوث حتى جاء ذلك اليوم ................
حين كانت تمشي في أحد مراكز التسوق بصحبة زوجها و طفلهما أستأذن منها سالم ليدخل الى دورة المياة و وقفت تنتظره وهي تلاعب طفلها في عربته و حين رفعت رأسها فوجئت بمن يقف أمامها مباشرة .... ينظر لها بلؤم شديد .... هل هي تحلم ؟؟؟ أنه شخصا لم تكن تتوقع رؤيته أبدا !!!!!!!!!!!!!!!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق